بعد ساعات من الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس، الذي أكد فيه أن رام الله لا يمكنها الاستمرار في الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع تل أبيب ما دامت الأخيرة مصرة على عدم الالتزام بها، وترفض وقف الاستيطان، والإفراج عن الأسرى، قالت مصادر دبلوماسية غربية إن مندوبين عن اللجنة الرباعية الدولية سيصلون خلال الأسبوعين المقبلين إلى فلسطين وإسرائيل للبحث مع الطرفين سبل إعادة إحياء عملية السلام بين الجانبين. وجاء القرار بعد أن اجتمع ممثلو اللجنة الرباعية في نيويورك فجر أمس، كما عقد جانب مهم من الاجتماع بمشاركة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ونظيريه المصري والأردني سامح شكري وناصر جودة، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. إسرائيل تتحمل المسؤولية وكان الرئيس الفلسطيني قد أكد في كلمته بالأمم المتحدة أن الجانب الفلسطيني لا يمكنه الالتزام بالاتفاقيات في ظل الانتهاكات الإسرائيلية، محملا تل أبيب مسؤولياتها كافة كسلطة احتلال، مشيرا إلى أن "الوضع الحالي غير قابل للاستمرار". وأضاف "سنبدأ في تنفيذ هذا الإعلان بالطرق والوسائل السلمية والقانونية، فإما أن تكون السلطة الوطنية ناقلة للشعب من الاحتلال إلى الاستقلال، وإما أن تتحمل إسرائيل، كسلطة احتلال، مسؤولياتها كافة". في الغضون، أكدت اللجنة الرباعية في بيان، "التزامها الثابت بتحقيق حل الدولتين الذي يلبي الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، والتطلعات الفلسطينية، لبناء الدولة والسيادة، لإنهاء الاحتلال الذي بدأ في عام 1967، وحل جميع قضايا الوضع الدائم من أجل إنهاء الصراع". قلق عميق وأشارت اللجنة الرباعية إلى أنها تنظر بقلق إلى أحداث العنف الأخيرة، وتصاعد التوترات المحيطة بالقدس، ودعت جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس، والامتناع عن الأعمال الاستفزازية، والحفاظ على الوضع الراهن في المواقع المقدسة بدون تغيير، قولا وممارسة". كما دانت الاتجاهات الحالية على الأرض، بما في ذلك استمرار أعمال العنف، والنشاط الاستيطاني المستمر، وارتفاع معدل عمليات هدم المباني الفلسطينية، باعتبارها تقوض بشكل خطير جدوى حل الدولتين، مؤكدة أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار. يذكر أن خطاب عباس كان قد أثار غضب إسرائيل، وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان "تل أبيب تتوقع من رئيس السلطة الفلسطينية أن يتصرف بشكل يتحلى بالمسؤولية، وعليه أن يقبل استئناف التفاوض المباشر دون شروط مسبقة". إلى ذلك، واصل عشرات المستوطنين اقتحامهم المسجد الأقصى المبارك بحماية عناصر الشرطة التي واصلت فرض قيودها بمنع الفلسطينيين دون سن ال50 عاما دخول المسجد، كما اعتقلت 12 فلسطينينا مساء أول من أمس.