كشف مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، في تصريحات إلى "الوطن"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت أمس، للمرة الأولى، متراسا حديديا ضخما في اقتحامها للمسجد. وقال "طلبنا من الشرطة منذ أول من أمس إغلاق المسجد أمام اقتحامات المستوطنين، لتفادي مزيد من التوتر في المسجد، إلا أنها أصرت على موقفها واقتحمت ساحات المسجد في الساعات الأولى من الصباح، مستخدمة القناصة ومتراسا حديديا ضخما، مع إطلاق وابل من الرصاص وقنابل الصوت والغاز". وأضاف "من أجل تمكين 28 مستوطنا من اقتحام المسجد، منعت الشرطة آلاف المصلين من الدخول، وأصابت 16 مصليا في ساحات المسجد، إضافة إلى عدد آخر على بواباته الخارجية". وتابع بالقول "من شأن استمرار هذا الاقتحامات أن تزيد الأمور تعقيدا وأن تؤثر ليس فقط على الأوضاع في المسجد، بل على كامل مدينة القدس والمنطقة". اعتداءات متكررة وكان العشرات من المصلين الشبان اعتكفوا في المسجد منذ مساء أول من أمس، تحسبا لمنعهم من دخول المسجد في ساعات الصباح. ومنعت الشرطة الإسرائيلية على بوابات المسجد المصلين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما من دخول المسجد منذ مساء أول من أمس. ودعت جماعات استيطانية إلى اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى بمناسبة يوم العرش اليهودي. كما اقتحم أكثر من 150 عنصرا من الشرطة ساحات المسجد في ساعة مبكرة من صباح أمس، وسط إطلاق كثيف للرصاص المطاطي وقنابل الصوت، ما أدى إلى وقوع إصابات. ورد عدد من الشبان على الاقتحام برشق القوات الإسرائيلية بالحجارة، قبل أن تحاصرهم الشرطة في المصلى القبلي المسقوف. كما اعتلى أفراد من الشرطة سطح المصلى القبلي، ودمروا زجاج عدد من النوافذ الأثرية، فيما أحكموا حصارهم على بوابات المسجد لعدة ساعات. ذكرى الانتفاضة بدوره، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد المبارك، الشيخ محمد حسين من "التداعيات الخطيرة للاقتحامات المتكررة للمستوطنين، بحماية مدججة من قوات الاحتلال لباحات الأقصى، والاعتداء على المصلين والمرابطين بداخله بالرصاص والغاز والهراوات". وقال "تصاعدت في الفترة الأخيرة وتيرة الاعتداءات، حيث أمعنت سلطات الاحتلال في تطرفها من خلال منع المسلمين من أداء صلواتهم، في الوقت الذي تسمح فيه للمستوطنين بأداء طقوس خاصة داخله". وأشار حسين إلى أن هذه الاعتداءات تتزامن مع ذكرى اندلاع انتفاضة الأقصى التي وقعت بعد تدنيسه من قبل شارون عام 2000، محذرا من محاولات المساس بحق المسلمين في مسجدهم وقبلتهم الأولى. من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن على العالم كله أن ينتبه لما يجري في المسجد الأقصى، ومخاطر ذلك، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى كوارث، فإسرائيل تريد تحويل القضية من سياسية إلى دينية. وأضاف في تصريحات إلى تلفزيون فلسطين، إن اللقاءات التي أجراها مع مسؤولين دوليين في نيويورك على هامش مشاركته في أعمال الدورة ال70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تناولت ثلاث نقاط، أولها ما يحدث في المسجد الأقصى ومخاطر ذلك.