في هجمة جديدة على المسجد الاقصى بهدف فرض التقاسم الزماني والمكاني، اعتدت قوات الاحتلال الخاصة والشرطة وحرس الحدود، صباح أمس، على المرابطين في أولى القبلتين فجرحت أكثر من 22 مصليًا ومعتكفًا، بالرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازية واعتقلت 13 من القدس والداخل الفلسطيني، بينما كانت هذه القوات تتمترس خلف ساتر معدني كبير ومتحرك أدخلته معها الى داخل الحرم القدسي الشريف. واعتدت قوات الاحتلال على المصلين من الرجال والنساء وطواقم الاسعاف والصحفيين في المسجد وفي محيط الأقصى، وقمعتهم وأبعدتهم بالقوة عن مداخله الى خارج الابواب واشتبكت مع العشرات منهم في باب المجلس وباب الاسباط وحطة. وتعرض العديد من النساء للضرب المبرح وللشتائم واللكمات من قبل من قوات الاحتلال والمستوطنين، وأصيبت سيدة تركية بحروق درجة أولى وثانية نتيجة تعرضها لقنبلة صوتية، كما أصيب شاب برصاصة مطاطية في وجهه داخل المسجد الأقصى مقابل باب السلسلة الذي تحاول السلطات الإسرائيلية تكريسه للهجمات المتكررة على المصلين. وقال مدير المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني إن قوات الاحتلال نصبت ساترا حديديا كبيرا خلال اقتحامها لأبواب المسجد القبلي، حيث اعتدت على المصلين وتسببت في حرق السجاد وتدمير الشبابيك الشرقية للمسجد وتسببت في جرح 18 مصليا أحدهم في حالة حرجة. لكنه أكد أن تكرار الاقتحامات ومحاولة تكريس منع المصلين من دخول المسجد في الفترة الصباحية وهي فترة اقتحامات المستوطنين، لن تمر ولن نسلم بوجودها. مشيرا الى أن المسجد الاقصى وقف للمسلمين في أصقاع الأرض قاطبة، ولا يقبل القسمة ولا التفاوض ولا المهاترات والانتهاكات الإسرائيلية. وأغلقت قوات الاحتلال أبواب المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية، فيما تركزت المواجهات عند باب مصلى الجنائز، كما أغلقت القوات المقتحمة ابواب المسجد باستثناء باب السلسلة وحطة والمجلس، ومنعت المسلمين من دخوله حتى انتهاء عمليات اقتحام المستوطنين. واستخدمت قوات الاحتلال جهاز اوكسجين لقص الحديد وآلات حفر لقص السياجات الحديدية في النوافذ الشرقية للمصلى القبلي. وأوضح مركز شؤون القدس والأقصى أن قوات كبيرة من الوحدات الاسرائيلية الخاصة قوامها نحو 350 عنصرًا اقتحمت صباحًا المسجد الأقصى من بابي المغاربة والسلسلة، وشرعت بإلقاء وابل كثيف من القنابل الصوتية والغازية والرصاص المطاطي بشكل عشوائي تجاه المصلين. وأفاد أن تلك القوات أدخلت لأول مرة حائطا مصفحا متنقلا من باب المغاربة إلى منطقة باب الجنائز، وبدأت بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الغازية في القبلي لمدة 20 دقيقة. وأشار إلى أن قوات الاحتلال اعتدت على النساء بالضرب المبرح عند ميضأة الكأس، وتم طردهن وجميع المصلين من المسجد حتى كبار السن، ولم يتبق بالمسجد سوى حراس وموظفي الأوقاف والمعتكفين في القبلي فقط. وفي السياق ذاته، اندلع حريق عند أبواب الجامع القبلي حينما اعتدت قوات الاحتلال على المصلين، وحاولت دفعهم بالقوة، كما اشتعلت النيران في قسم من السجاد بمنطقة الأقواس الداخلة للجامع، ولكن تمت السيطرة على الحريق. ولفت المنسق الإعلامي للمركز، محمود أبو العطا، إلى أن قوات الاحتلال تستهدف كل شخص يحاول التصوير بكاميرا جواله الشخصي، وهددت عددًا بالاعتقال ورشه بغاز الفلفل في حال استمر بتصوير الأحداث، كما اعتدت على عدد من الصحفيين، ومنعتهم من تغطية الأحداث.