قال خفر السواحل اليوناني، إن 34 لاجئا نصفهم تقريبا رضع وأطفال غرقوا عندما انقلب قاربهم قبالة جزيرة يونانية، وهو أكبر عدد تقريبا يلقى حتفه من اللاجئين في حادثة واحدة في مياه يونانية منذ بدء أزمة اللاجئين. وأضاف خفر السواحل أن أربعة رضع وستة صبية وخمس فتيات غرقوا عندما انقلب القارب الخشبي الذين كان يحملهم صباح أمس، على بعد خمسة كيلومترات شرقي جزيرة فارماكونيسي الصغيرة القريبة من ساحل تركيا. ولم تتضح على الفور جنسيات وأعمار الضحايا. وكان قارب مطاطي يحمل عشرات اللاجئين بينهم كثير من الأطفال، قد انفجر على بعد نحو مئة متر من الشاطئ. وانتشل السكان المحليون الأطفال والرضع بينهم طفل عمره شهران كان يحمله والده باستخدام طوق نجاة. وقال خفر السواحل إنه تم انتشال 68 شخصا من المياه بينما عثر على 30 ناجيا آخرين من القارب ذاته على فارماكونيسي. وكان عشرات الآلاف من اللاجئين ومعظمهم سوريون قد خاطروا هذا العام بعبور البحر في قوارب مطاطية مكدسة ومتهالكة غالبا في رحلة قصيرة لكنها محفوفة بالمخاطر من الساحل التركي إلى جزر اليونان الشرقية، فيما لقي العديد منهم حتفهم في أسوأ أزمة لاجئين في أوروبا منذ عقود. مطالبة المسؤولين في الغضون، طالب الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة أمس، نظام بشار الأسد بتحمل كامل مسؤولياته في حماية أرواح جميع المدنيين وسبل عيشهم، ووقف موجات الهجرة الجماعية المتواصلة للمواطنين الأبرياء، ووضع حد لإراقة الدماء. وجاء الاجتماع الذي تم على مستوى المندوبين الدائمين لنقاش تطورات الأزمة الإنسانية في سورية والتصعيد الخطير الذي تشهده مأساة اللاجئين السوريين في المنطقة وخارجها. كما دعا الاجتماع مجلس الأمن الدولي إلى التحرك على وجه السرعة، من خلال النظر في إنشاء عملية متعددة الأبعاد للأمم المتحدة لحفظ السلام في سورية، تمهيدا لاستعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد. وشدد المجتمعون على المسؤولية المشتركة لجميع الدول، خصوصا الدول الأعضاء في المنظمة، في فتح أبوابها أمام اللاجئين السوريين تجسيدا لمبدأَيْ التعاطف والتضامن الإسلاميين. إعادة نظر وعلى الصعيد الدولي، قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أمس، إنه يجب على أوروبا أن تتوقف عن التعاطي بعجز فيما يشتد "القتل" في سورية، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في استراتيجيته حول النزاع. وقال دي ميزيير في تصريحات صحفية إن "القتال ضد الديكتاتور الأسد وما يسمى بتنظيم داعش لم يكن بالعزم المطلوب". وأضاف "لا يمكننا الاكتفاء بأن نبقى متفرجين فيما تتصاعد عمليات القتل". يأتي ذلك، في وقت تواجه مدينة ميونيخ في جنوبألمانيا تدفقا للاجئين يفوق طاقتها، عشية اجتماع لوزراء الداخلية والعدل الأوروبيين في بروكسل، لمحاولة امتصاص أزمة الهجرة "غير المسبوقة" التي تطال الاتحاد الأوروبي، فيما طالبت دوائر أميركية الرئيس باراك أوباما بتسريع الإجراءات الإدراية بعد أن طلب استقبال عشرة آلاف لاجئ سوري العام المقبل، خصوصا أن السلطات وافقت على مجيء 1800 سوري فقط منذ عام 2011. صندوق لمعالجة الأزمات "إن الحالة الراهنة أبرزت مرة أخرى ضرورة النظر في إنشاء صندوق منظمة التعاون الإسلامي الإنساني للطوارئ، لمعالجة الأزمات الإنسانية التي تشهدها الدول الأعضاء في المنظمة". أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني