ما أسوأ أن تستجير من الرمضاء بالنار، على مدار أكثر من أربعة أعوام مضت وأجساد الأطفال والنساء في سورية ينهشها الجوع والفقر والنار ولا حراك من المجتمع الدولي سوى بالإدانات والقلق حيال ما يحدث في أرض الشام دون حل لإنهاء عبث الديكتاتور. السوريون بعد نداءات غير مجدية ولّوا وجوههم شطر بلاد أوروبا، رغبة في اللجوء والحياة، ورهبة من الموت الذي قض مضاجعهم بأنواع شتى من الهلاك، فالأسد وعلى مدى أربعة أعوام يعبث بالبشر بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية والمجتمع الدولي يدين كل هذا الدمار بخطابات باردة. المهاجرون حزموا ما تبقى لهم من حقائب الأمل والحياة وآثروا بلاد أوروبا على بلاد الإسلام، هذه الهجرة باتت تشكل خطرا على إسلام المسلمين وهي تعتبر منعطفا خطرا في تاريخ الأمة الإسلامية، هي تذكرنا بمسلمي أوروبا ما قبل القرن الثامن والذين أجبروا على اعتناق النصرانية مرغمين، حيث كان عددهم آنذاك نحو ربع مليون ويزيدون في المجر خصوصا، لكن البقاء على قيد الجغرافيا والحياة أجبر أجدادهم على التنصر والردة، وها نحن لا نرى أثرا كبيرا للمسلمين في أوروبا بالرغم من أنهم كانوا يشكلون سوادا أعظم في المجر وأوروبا الغربية على وجه الخصوص. ما أخشاه اليوم هو بأن تساومهم بلاد المهجر ليرتدوا عن دينهم مقابل فتح أبواب الأمل والحياة لهم، وإن لم يفعلوا فسيموتوا وسيخرج من أصلابهم بعد حين من يعتنق الديانات الأخرى، ولنا عبرة في الإسبان الذين كانوا من قبل من الموحدين ليأتي عليهم زمان نراهم فيه يكفرون بربهم ورب أجدادهم الأولين. علينا كأمة لديها وحي ورسالة بأن نفتح أبواب الأمل لإخوتنا الذين باتوا يسيرون في الأرض والبحر رغبة في الحياة، فمنهم من ألقاه اليم ميتا، ومنهم من ألقاه على سواحل حياة مجهولة.. ميركل.. ما قلته سلفا من تأثير الهجرة على الإسلام تجلى لي عبر وسائل التواصل، فالمئات من المهاجرين يتداولون صورا للمستشارة الألمانية ميركل زعيمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي نشروا تحتها كلمة "منحبك" و"الأم الرحيمة". كيف لهم ألا يفعلوا هذا وهي التي تقود ألمانيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي منحت السوريين وضع لجوء مريح.