أنهت وزارة الزراعة الشك حول علاقة الإبل بفيروس كورونا، بعد تأكيدها أن 3.3% من الإبل في المملكة "ما يعادل 7700 رأس" تحمل الفيروس وتفرزه. وكشف ل"الوطن" المدير العام لإدارة الثروة الحيوانية في الوزارة الدكتور إبراهيم قاسم أن الزراعة لن تبحث عن فتوى لقتل الإبل المصابة، لافتا إلى أن اللائحة التنفيذية لنظام الثروة الحيوانية تعطي الوزارة حق التخلص من أي حيوان مصاب بمرض يهدد الإنسان أو الثروة الحيوانية. فيما أكدت وزارة الزراعة أن الإبل تحمل فيروس كورونا وتفرزه، أبلغ المدير العام لإدارة الثروة الحيوانية في الوزارة الدكتور إبراهيم قاسم ل"الوطن"، أن قتل الحيوانات الموبوءة لا يحتاج لفتوى، مستندا بذلك على اللائحة التنفيذية لنظام الثروة الحيوانية. وأوضح الدكتور قاسم في تصريحات إلى الصحيفة، أن وزارة الزراعة لم تبحث عن فتوى تجيز قتل الإبل المصابة بكورونا، لافتا إلى أنه إذا كان الحيوان مصابا بمرض يهدد الثروة الحيوانية دون البشرية، فإن ذلك وفقا للنظام يعطي الوزارة حق التخلص من ذلك الحيوان. وقدر إحصاء أجرته مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات عدد الإبل في المملكة بنحو 233 ألف رأس، فيما قدرت وزارة الزراعة نسبة الإبل المفرزة لكورونا ب3.3%، وذلك يعني أن عدد الإبل المؤكدة إصابتها يقدر ب7700. وبالعودة إلى قاسم، قال للصحيفة: إن "اللائحة التنفيذية لنظام الثروة الحيوانية تشتمل على قائمة ببعض الأمراض التي قد تقتضي التخلص من الحيوانات المصابة بها، للحفاظ على صحة الإنسان، أو الثروة الحيوانية بصفة عامة، وإذا أصبح هناك حاجة للتخلص من حيوانات تحمل مرضا خطيرا، فإن النظام لا يحرم هذا الأمر". الوضع الوبائي وعقدت الوزارة في الرياض أمس مؤتمرا صحفيا حول دورها في مكافحة فيروس كورونا، أنهت فيه الجدل حول علاقة الإبل بفيروس كورونا، حيث أكدت هذه العلاقة، مؤكدة متابعتها للوضع الوبائي الخاص بالفيروس في المملكة ودول الجوار منذ بداية ظهوره أواخر عام 2012 وحتى الآن. وأكد الدكتور قاسم أن العلاقة بين كورونا والإبل مثبتة وفقا للأبحاث، إلا أنه لم يستبعد أن يستمر الجدل حول علاقة الإبل بالفيروس، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل حاليا على التثبت من كيفية وصول الفيروس إلى الحيوان. ولم يستبعد المدير العام لإدارة الثروة الحيوانية أن تكون الإبل تتعرض للعدوى من حيوان آخر ثم تنقله إلى الإنسان، مضيفا "نحن ما زلنا نبحث هذا الرابط، ولدينا دراسة الفترة المقبلة فيما يخص الحيوانات البرية، بحكم علاقتها المباشرة مع الإبل، ولا نستبعد وجود حيوان قريب نقل الفيروس إلى الإبل". مسح ميداني إلى ذلك، أعلنت وزارة الزراعة في بيان أمس أنها جمعت عينات للرصد الوبائي من مختلف حيوانات المزرعة والمخالطين لهذه الحيوانات بمناطق مختلفة بالمملكة بغرض تقصي احتمالية وجود فيروس المرض، وعلاقة المرض بالإنسان. وأضافت أنه "وبعد ظهور أدلة تشير إلى احتمال وجود علاقة للإبل تحديدا بوبائية المرض بداية عام 2014 قامت الوزارة بإعداد خطة تقص متعددة المراحل بالتعاون مع جهات محلية ودولية، وبعض الجامعات والهيئات العلمية العالمية، وكان من نتائجها الكشف عن وجود أجسام مناعية ضد فيروس كورونا في عدد كبير من قطعان الإبل، الأمر الذي يؤكد تعرض تلك الإبل لفيروس كورونا المسبب للمرض في فترة من فترات حياتها". وأشارت الوزارة إلى أنه "تمت دراسة العدوى في حيوانات المزرعة بمسح ميداني في كل من منطقة الرياض، والمنطقة الشرقية، والحدود الشمالية، ومكة المكرمة، وجازان، من خلال 40 فريقا استقصائيا في المملكة، بمعدل ثماني فرق ميدانية في كل منطقة، بعدد 200 كادر بيطري لجميع الفرق، وتم فحص أكثر من 32 ألف عينة من 8000 حيوان، وأظهرت النتائج أن 81.5% من الإبل تحمل أجساما مناعية، و3.3% مفرزة للفيروس". غياب جماعي وأوضحت وزارة الزراعة أن "وزارة الصحة أبلغتنا ب70 حالة إصابة بشرية مخالطة للإبل بمختلف مناطق المملكة، فقمنا بمباشرة جميع البلاغات، وتبين أن 17 من أصل 70 بلاغا لا يملك أصحابها حيوانات، و53 بلاغا يملكون حيوانات، و10 بلاغات لم يتم فحصها نتيجة التصرف بالحيوانات، إما بالذبح أو البيع، و43 بلاغا تم فحصها كان منها ثمانية فقط وجد بها الفيروس". إلى ذلك، استمرت المدرسة الابتدائية 84 بحي النظيم في الرياض في تسجيل غياب جماعي لطالباتها، خوفا من عدوى كورونا، بعد الاشتباه بإصابة طالبتين خالطتا قريبة لهما توفيت بالمرض. وقال مصدر ل"الوطن" إن "الطالبات اللاتي حضرن إلى المدرسة الأحد الماضي لم يتجاوز عددهن 10 فقط، من أصل 500 طالبة، بسبب مخاوف من تعرض الطالبات للإصابة بكورونا. في حين شهد الحضور تحسنا طفيفا أمس بحضور 20 طالبة، على الرغم من عدم ثبوت إصابة أي طالبات بالفيروس". ولم تفلح تطمينات تعليم الرياض بأن المسألة مجرد حالات اشتباه، وأن الوضع آمن، ولا يستدعي تعليق الدراسة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة أمس تسجيل أربع إصابات، ثلاث في الرياض، وواحدة في المدينةالمنورة، بينما سجلت ثلاث وفيات في الرياض، وبذلك يرتفع عدد الوفيات إلى 520.