استمر تفشي الخلافات وسط تحالف الحوثي - صالح، حيث أكدت مصادر إعلامية نقلا عن قيادات مؤتمرية، وجود مباحثات تجري بين المخلوع علي عبدالله صالح، وزعيم جماعة أنصارالله عبدالملك الحوثي لمواجهة معركة صنعاء المرتقبة، وأضافت المصادر أنه لا يوجد اتفاق معلن حتى الآن بسبب اشتراط صالح على الحوثي تنفيذ ثلاثة بنود هي إلغاء الإعلان الدستوري الحوثي، وحل ما تسمى ب"اللجنة الثورية"، وإعطاء الشرعية كاملة لمجلس النواب. وأوضحت المصادر أن صالح بانتظار رد عاجل من الحوثي بشأن تلك الشروط. في سياق متصل، اقتحمت ميليشيا الحوثي منزل القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه المخلوع، وعضو مجلس النواب السابق الشيخ صغير بن عزيز، في منطقة بيت بوس جنوب العاصمة صنعاء. وقال شهود عيان إن اشتباكات دارت بين حراس المنزل والحوثيين، وأن الحراس قاوموا حتى نفاد ذخيرتهم فيما أغلق الحوثيون كل المنافذ المؤدية إلى المنطقة، وانتشروا بمدرعات وأطقم عسكرية عديدة. وأضافوا أنه تم اقتياد حراس المنزل والقاطنين فيه إلى جهة مجهولة. ويعيش الحوثيون حالة هستيرية في العاصمة صنعاء، حيث يشنون حملات دهم على المنازل، ويعتقلون العشرات بشكل عشوائي. يذكر أن ابن عزيز خاض حروبا ضد الحوثيين، وتعرض لمحاولة اغتيال من قبل عناصر حوثية أثناء حضوره مجلس عزاء في العاصمة، حيث أصيب بالرصاص في تلك المحاولة وقتل اثنان من مرافقيه. وأشار شهود عيان إلى أن ميليشيات التمرد الحوثي كثفت من انتشار مقاتليها وسط العاصمة، حيث أقامت العديد من نقاط التفتيش في معظم الشوارع، وباتت تطبق فعليا ما يشبه حظر التجول، حيث توقف كل السيارات بعد الثامنة مساء، وتخضعها ومن يستقلونها إلى تفتيش ذاتي دقيق. وكانت مصادر وتقارير إعلامية قد كشفت عن نية التحالف العربي إعلان ساعة الصفر قريبا، لبدء عمليات تحرير صنعاء من قبضة الانقلابيين، مشيرة إلى أن الغارات العنيفة التي تتعرض لها يوميا من مقاتلات التحالف العربي هي بمثابة تمهيد فعلي لعملية التحرير. وأضافت أن قوات التمرد بدأت الانسحاب من العديد من المواقع، وبات حضورها ينحصر في مناطق معينة. كما أقدمت على سحب آلياتها العسكرية وتخزينها في مناطق مأهولة بالسكان وسط الأحياء المدنية، مما يشكل خطرا داهما على أرواح السكان.