تظاهر آلاف اليمنيين أمس أمام البيت الأبيض ترحيبا بمقدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة الأميركية، ورفعوا لافتات مؤيدة للتحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، كما رددوا هتافات منددة بالتدخل الإيراني في شؤون بلادهم، مؤكدين أنها ستظل عمقا للعالم العربي. وقال القيادي في الحراك الجنوبي أحد منظمي المظاهرة جياب الجعبي، في تصريحات إلى "الوطن"، إن آلاف اليمنيين أصروا على الحضور في ساعة مبكرة من أنحاء الولاياتالمتحدة كافة، واحتشدوا أمام البيت الأبيض، وكانوا مصرين على تقديم الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين، على الموقف المشرف الذي اتخذته بلاده، بالتصدي للخطر الإيراني، ودعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي. موقف تاريخي وقال "الجميع كان مصمما على الترحيب بالضيف الكبير الذي أنقذ بلادهم من المخطط الإيراني الذي تولى المتمرد الحوثي والمخلوع صالح تنفيذه، وهو مخطط يريد أخذ البلاد إلى المجهول، وانتزاعها من محيطها العربي والإسلامي، لكن حكمة القيادة السعودية كانت حاضرة، وأبدت دول الخليج والدول العربية كافة استعدادها للإسهام في إفشال ذلك المخطط، وبالفعل وقفت المملكة موقفا مشرفا عندما تزعمت ذلك التحالف العربي المبارك، وانحازت للشرعية الدستورية، وشنت عمليات عاصفة الحزم، ولو تأخر اتخاذ ذلك القرار التاريخي لبضعة أيام لضاع اليمن إلى الأبد، فإيران كانت تتأهب لإعلان وصايتها على اليمن، وكان خبراؤها على أهبة الاستعداد للسفر إلى صنعاء، لوضع اللمسات النهائية للمخطط، وتولي أمور الدولة، لكن مقاتلات التحالف أبطلت مخططهم، وأصابتهم في مقتل، ودفعتهم إلى التواري والانسحاب". إنقاذ اليمن ومضى الجعبي بالقول "المخطط الإيراني في اليمن ليس وليد اليوم، ويعود إلى سنين طويلة، وبذلت في سبيل تحقيقه أموالا طائلة، فهي تريد أن تكون شوكة في خاصرة الدول الخليجية، لذلك لم تجد أمامها إلا اليمن الذي يعتبر عمقا استراتيجيا وطبيعيا لتلك الدول. كما أنها اختارت اليمن لعدة عوامل، من أهمها تاريخه العربي الحافل. وأرادت في الوقت ذاته السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي قال ساستها إن السيطرة عليه تمثل سلاحا أهم من القنبلة النووية، عبر تهديد حركة الملاحة العالمية. لذلك فإن عاصفة الحزم بعثرت في دقائق معدودة ما عكفت طهران على التخطيط له لسنين طويلة. وهذا هو سر الغضب الإيراني الكبير". واختتم الجعبي تصريحاته بالقول "كما احتشد اليمنيون أمام البيت الأبيض للترحيب بمقدم سلمان الحزم، فقد أصروا على البقاء في أماكنهم، ورفضوا المغادرة، حتى يتمكنوا من تكرار التحية له مرة أخرى عند خروجه، وهذا يدل على مقدار الحب الذي يحملونه في صدورهم لهذا القائد العربي الذي أنقذ بلادهم من الضياع".