عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة ضد الحركة الحوثية المتمردة أعادت صياغة الموازين الاستراتيجية العسكرية في المنطقة، وتعتبر بكل المعايير تحولا مفصليا في الاستراتيجية العربية حيال مواجهة المخططات التآمرية ضد الدول العربية. كما أن العملية العسكرية أعطت للأمة العربية قوتها في مواجهة ما تتعرض له المنطقة من مؤامرات إيرانية ضد الأمتين العربية والإسلامية. لقد جاءت المبادرة السعودية الشجاعة في اليمن بقيادتها لعملية «عاصفة الحزم» لتثبت دون منازع دورها الرائد لقيادة النظام العربي لمواجهة التطورات الخطيرة في اليمن ومن يقف وراء تلك التطورات، سواء كانوا حوثيين أو قوات تابعة لصالح، وبمشاركة العديد من مكونات الدول العربية والإسلامية التي استجابت لطلب الرئيس اليمني هادي لإنقاذ اليمن من براثن الحركة الحوثية المتمردة على الشرعية اليمنية. لقد شكلت عملية «عاصفة الحزم» نقلة نوعية في العمل العربي المشترك ضد المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح مع دخولها الأسبوع الثاني، والتي عكست القدرات الخارقة العسكرية للقوات المسلحة البرية والبحرية والجوية السعودية في مواجهة الجماعات المارقة التي تحاول تمزيق الأمة خدمة لأهداف مشبوهة لصالح محاور إقليمية. إن التحالف الذي تقوده المملكة قادر بإذن الله على تغيير النظرة النمطية للدول العربية والإسلامية بالدفاع عن شعب اليمن العزيز الذي يتعرض لاستباحة أرضه وتخريب ممتلكاته وزعزعة استقراره من قبل تلك المليشيات الحوثية التي لا ترغب بالاستقرار ورغد العيش لإخواننا اليمنيين. إن الحالة الإيرانية حيال ما يجري في اليمن اليوم تتسم بالتخبط وعدم القدرة على استيعاب ما يجري، وذلك بفعل عنصر المفاجأة الذي حققته عاصفة الحزم التي دعمت المظلوم ضد الظالم. إن عاصفة الحزم باتت تشكل عمقا في توحيد الصف العربي، بما يضمن تضافر جهود الحلفاء العرب في توحيد كلمتهم نحو اختيار أفضل المطروح للتوصل إلى تحقيق السلام والاستقرار والأمن، ليس فقط في المنطقة، بل والعالم.