د. محمد جعفر الغامدي توجه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، بصفته رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية، بإنشاء صفحة باللغة الفارسية، وبث أخبار باللغة الفارسية، إضافة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، خطوة مباركة منه، ولكن ماذا عن الإذاعات الموجهة التي تبث من مبنى إذاعة جدة بلغات مختلفة ومنها الفارسية فحالها يدعو للشفقة. هذه الإذاعات لم تحظ بالاهتمام، بل تعرضت برامجها للتقليص مع تشابه وضعف في المحتوى. لقد انصب الاهتمام على إذاعة جدة وبقيت الإذاعات التي تغير مسماها إلى الإذاعات الدولية على حالها وكأن التطوير في المسمى فقط. الدول جميعها المتقدمة والنامية تهتم اهتماما كبيرا بالإذاعات الموجهة وتستحدث الجديد منها كل عام بلغات مختلفة لأن مثل هذه الإذاعات تمثل صوت الدولة إلى الشعوب الأخرى التي تشرح سياستها ومواقفها وتنقل ثقافتها والتعريف بدورها وترد على من يحاول النيل منها. الإذاعات الموجهة تحتاج إلى لفتة جادة من خلال تعريف هويتها الإعلامية وتحديد أهدافها بشكل مفصل ودعمها بالكوادر المهنية التي تدرك أهمية الإعلام الموجه وتعمل على استقطاب الكفاءات المؤهلة. أتمنى أن يكون للبرامج الموجهة باللغة الفارسية اهتمام خاص، لا سيما في هذه الظروف التي تسعى فيها إيران إلى تشويه الحقائق وتضليل المستمع بلغات مختلفة منها العربية، كما أتمنى أن يطال الاهتمام راديو السعودية باللغة الإنجليزية وانتشاله من حالة الضعف البرامجي حتى إنه ولتغطية العجز في البرامج الجديدة، يلجأ إلى تكرار البرامج المذاعة وتغطية مساحة كبيرة من البث بالأغاني، وأشير هنا إلى غياب الأهداف المكتوبة لهذه الإذاعة، الأمر الذي أدى إلى التخبط البرامجي. أما البرامج باللغة الفرنسية فقد نالها التقليص وأصبحت تبث لساعتين فقط مع إعادة البرامج القديمة نظرا للنقص الحاد في الكوادر المؤهلة. هذا غيض من فيض عن حالة الضعف التي تعيشها الإذاعات الموجهة وراديو السعودية والبرامج باللغة الفرنسية في وقت تولي فيه الدول اهتماما ملحوظا بهذه الإذاعات وتتبارى في التواصل مع الشعوب الأخرى من خلالها. وبالتأكيد فإن غياب التخطيط البرامجي كان وسيظل العائق الأكبر للعمل الإذاعي المهني بكل لغاته بما فيها العربية.