زيارة صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لروسيا التي جاءت بناء على توجيه خادم الحرمين الملك سلمان - حفظه الله - واستجابة لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أجمع الكل وبلا استثناء أنها زيارة خاصة واستثنائية، وأنها الأولى من نوعها على هذا المستوى لمسؤول سعودي في عهد الملك سلمان - حفظه الله -. الكل ينظر إلى هذه الزيارة بتفاؤل كبير وأنها ستفتح آفاقا رحبة وواسعة في التنسيق السياسي بين البلدين، لاسيما بعد الدعم الروسي في مجلس الأمن والذي أفرز قرار مجلس الأمن رقم 2216 في الشأن اليمني، وهذا القرار عمليا قد حظي بدعم روسيا؛ لأنها لم تستخدم حق النقض (الفيتو) والذي استخدمته لتعطيل قرارات عديدة قبل ذلك في شأن الأزمة السورية. إذن نحن في انتظار رؤية مشتركة بين البلدين، ورسم أطر جديدة للتعامل مع الملفات المعلقة في الشرق الأوسط، وسبل فعالة مشتركة لحل أزمات المنطقة، بالإضافة إلى جدول أعمال لقاء صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس بوتين والذي من المؤكد أنه سيعزز العلاقات الثنائية الروسية - السعودية وتطوير أوجه التعاون الاقتصادي بين البلدين في كافة المجالات. وتتزامن هذه الزيارة التاريخية والهامة لصاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لروسيا في ظل التلاعب الواضح والصريح للحوثيين في مؤتمر جنيف، وهذا الإرباك الحوثي الذي بدأ برفضهم المشاركة ثم عودتهم، ثم تأخرهم في تحديد أسماء المشاركين السبعة من طرفهم والذي ترفض الحكومة اليمنية أن يكون عددهم أكثر من ذلك لتمثيل المتمردين الحوثيين وحزب المخلوع صالح في المؤتمر، وفي ظل كل هذا التلاعب الحوثي، يتأكد لروسيا وهي من كانت تطلب وتؤكد حرصها على وقف إطلاق النار، أن الحكومة اليمنية كانت محقة في عدم جدية المتمردين الحوثيين وأن الحوثيين والمخلوع صالح في تخبط بعد أن تسببوا في وضع اليمن في أزمة تاريخية بسبب استجابتهم لتحريض ودعم جهات خارجية همها الأول والأخير نشر الفوضى والدمار والإرهاب في المنطقة. صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد سوف يرسم بهذه الزيارة التاريخية لروسيا خطوطا متينة وقوية من الثقة والتفاهم والتعاون بين البلدين من شأنها العمل على حل النزاعات والخلافات والتوترات في المنطقة.