غداة أكبر تظاهرة للمجتمع المدني يشهدها لبنان في تاريخه بعد أن حدد المتظاهرون مهلة من 72 ساعة لإيجاد حل لأزمة النفايات التي أطلقت شرارة الاحتجاجات، وصف عضو كتلة المستقبل، النائب عاطف مجدلاني، الوضع الداخلي بأنه "متدهور وليس على ما يرام"، وقال "إن ما يتردد عن مشاركة حزب الله في هذه المظاهرات هو تمهيد للفوضى، وستدفع الأمور نحو مزيد من التدهور، وستأخذ تلك المشاركة الحراك الشعبي إلى منحى يكون أكبر من رغبات الجهات الداعية إليه، والأمور في هذه الحالة لن تخلو من الفوضى ومواصلة الاعتداء على أجهزة الدولة وقوات الجيش". إيجاد نظام بديل وأضاف مجدلاني في تصريحات صحفية أمس، أن "حزب الله يريد استخدام ملف النفايات كأداة لتحقيق أهدافه المتمثلة في الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي، تتم بموجبه صياغة نظام جديد للبنان بديلا عن اتفاق الطائف، لذلك سيركز على التحضير للفوضى". وكان زعيم تيار التغيير والإصلاح، ميشال عون، دعا في وقت سابق أتباعه إلى مواصلة التظاهرات العنيفة التي تشهدها العاصمة بيروت منذ أيام عدة، متجاهلا كثيرا من الدعوات التي وجهتها له تيارات سياسية وبعض الديبلوماسيين الأجانب للتهدئة، والبحث عن مخرج سلمي للأزمة، إلا أنه أصر على موقفه معلنا أنه اختار اللجوء إلى الشارع . من جهة أخرى ، أكدت أوساط سياسية أن رئيس الوزراء، تمام سلام، قرر التريث في تقديم الدعوة إلى جلسة جديدة للمجلس، استجابة لطلب رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي طلب التريث حتى ظهور نتائج الاتصالات التي يجريها مع كل القوى السياسية لرأب الصدع الحكومي. كما أشارت أنباء إلى أن بري ينوي تقديم الدعوة لعقد ما اصطلح على تسميته ب"طاولة تشاورية" بين مختلف الفرقاء. توقيف 10 أشخاص وفي تغريدة أمس، أثنى وزير الداخلية نهاد المشنوق على "المظاهرات المتحضرة" التي نظمت أول من أمس، وجرت بهدوء بعد أسبوع من تظاهرات شهدت صدامات، ولم توقف قوى الأمن سوى عشرة أشخاص. وقال الوزير إن نتائج التحقيقات في أحداث مظاهرات السبت ستعلن بعد غد. من جانبها، عدّت حركة "طلعت ريحتكم" أنها نجحت عندما جمعت بعد ظهر أول من أمس، في حشد عشرات الآلاف من الأشخاص في ساحة الشهداء وسط بيروت. وقال لوسيان بورجيلي أحد منظمي التحرك إن "كل السيناريوهات ستؤخذ في الحسبان" بالنسبة لمراحل التحرك المقبلة. يذكر أنه إضافة إلى تحرك "طلعت ريحتكم" الذي بدأ منذ أسابيع، انضمت إلى الحملة مجموعات أخرى من المجتمع المدني مثل "بدنا نحاسب" و"عالشارع" أو "حلوا عنا" و"مستمرون" وكلها تنشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.