انتهت رحلة سياحية لعائلة سعودية مكونة من أب وأم وخمسة أبناء في تركيا بتعرض الأم للضرب من قبل رجال الأمن في مطار اسطنبول و3 من أبنائها عندما حاولوا الدفاع عن والدتهم، وبعد ذلك عزلوا جميعا في غرف مظلمة. تفاصيل الواقعة الحادثة التي وقت مساء الأربعاء الماضي، نقل تفاصيلها رب الأسرة عبدالله المنيصير إلى "الوطن"، قائلا إنه لم يكن موجودا أثناء اعتداء رجال الأمن في المطار على زوجته وأبنائه، وعندما جاء للبحث عن عائلته وجد طفليه أحدهما يبلغ سبعة أعوام والآخر عامين، في أحضان مسافرة سعودية أخرى، وسألها عن أسرته فأبلغته أنهم في قبضة رجال الأمن، وعندما ذهب لتقصي ما حدث قوبل طلبه بالرفض، وبعد إصراره على مقابلة أسرته سمح له بالبقاء مع زوجته. وأضاف المنيصير أنه وجد زوجته في حالة يرثى لها وكانت غائبة عن الوعي، وبعد أن استفاقت كانت في حالة من الرعب والهلع، وكشفت له تفاصيل ما حدث، وأن ثلاثة من الأبناء وضعوا في غرف مظلمة وتعرضوا فيها للضرب. وتابع: أجريت اتصالا بالقنصلية السعودية في إسطنبول، حيث تفاعلت معي بسرعة وكلفت لي محاميا ومترجما وحضرا على الفور إلى المطار، طالبين مني الهدوء حتى يتم إخراج الأبناء. ضرب واعتداء وأكد المنيصير أنه فوجئ بأن ابنه الأكبر أوقف في مقر شرطة المطار، بينما نقل الاثنان الآخران إلى سجن الأحداث، وعند طلبي منهم إيقاف رجال الشرطة الذين اعتدوا عليهم، قالوا لي إنه يتوجب أن يصدر أمر من المحافظ بذلك. ونتج عن الحادثة إصابة أنف أحد الأبناء بكسر، بالإضافة إلى كسر في أحد أصابع الزوجة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أخذ رجال الأمن العائلة إلى مكان مظلم واستمروا في ضربهم ولم يتوقفوا عن ذلك إلا بعد أن تقيأ أحدهم، وظلوا في التوقيف لمدة يوم ونصف بعد احتجازهم ونقلهم عن طريق شعبة الأجانب، على حد ما ذكر الأب. أسباب غامضة وحول الأسباب التي بدأت بها الواقعة قال المنيصير: "ذهبت لإنهاء إجراءات السفر، فتفاجأت عائلتي برجل الجوازات يتكلم معهم بعبارات غير مفهومة ويبصق عليهم، ومن ثم جاء سبعة من رجال الأمن واتجهوا إلى زوجتي ورموها أرضا وبدؤوا في ضربها، ما أجبر أبنائي الثلاثة (21 و14 و17 عاما) بالتدخل لإنقاذ والدتهم، فهجموا عليهم وضربوهم جميعا حتى الطفلين الآخرين لم يسلما من الاعتداء". وأضاف: "بعد معرفتي لما حدث حاولت الاستفسار عن أي سبب حقيقي يجعلهم يعتدون على عائلتي بهذه الطريقة البشعة فلم أجد أي إجابة، وبعد أن قضى أولادي أكثر من يوم في شرطة المطار، قاموا بترحيلهم عن طريق شعبة الأجانب، وعند وصولهم القسم استغرب بعض الموظفين الأتراك من نقل سعوديين عن طريق الشعبة لأنها المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر". وأشار المنيصير إلى أنه بعد وصولهم إلى المملكة، اتجه بعائلته مباشرة إلى مدينة الملك سعود الطبية بالرياض، حيث أجريت لهم كشوفات طبية اتضح من خلالها تعرض زوجته لكسر في إحدى أصابعها وكسر في أنف أحد الأبناء. تدخل السفارة "الوطن" تواصلت مع السفير السعودي لدى أنقرة الدكتور عادل مرداد الذي أكد أنه تواصل مع المواطن للاطمئنان عليه وعلى أسرته، مبينا أنه أخذ كامل التفاصيل، وأنه بانتظار تقرير القنصلية ومحضر الشرطة وإفادات موظفي الخطوط السعودية للتحرك مع الحكومة التركية ومعرفة دوافع هذا الاعتداء. وأكد السفير أن المسؤولية التي تحملتها السفارة برعاية شؤون المواطنين في تركيا تحتم عليهم التحرك القوي إزاء أي انتهاكات لسلامة مواطنيها، وأن أي اعتداء على أي مواطن لن يقبل به ولن يتم السكوت عنه إطلاقا.