يصل الرئيس السوري بشار الأسد اليوم إلى طهران في زيارة رسمية لإيران يلتقي خلالها المرشد الديني علي خامنئي ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد وكبار المسؤولين الإيرانيين، ردا على زيارة نجاد إلى سوريا في مارس الماضي. وسيجري الرئيس السوري خلال هذه الزيارة, محادثات مع نجاد تتناول آفاق التعاون التجاري والأمني بين البلدين، إضافة إلي موضوعات إقليمية ودولية. وتأتي هذه الزيارة قبيل زيارة الرئيس الإيراني المتوقعة إلى لبنان في 13 و14 أكتوبر الجاري، حيث أشارت مصادر إيرانية إلى أن الرئيسين الإيراني والسوري سيتطرقان في مباحثاتهما إلى زيارة نجاد للبنان وكذلك الملف العراقي. وتثير زيارة نجاد إلى لبنان جدلا إذ يرى فيها البعض رسالة بأن لبنان "قاعدة إيرانية" على أبواب إسرائيل، خصوصا مع احتمال أن تشمل جولة قرب الحدود مع الدولة العبرية. وسيلتقي نجاد في لبنان كبار المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وبحسب مصادر سياسية، سيجتمع نجاد أيضا خلال زيارته التي تستمر يومين مع مسؤولين في حزب الله قد يكون من بينهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله. والزيارة ستكون الأولى لرئيس إيراني إلى لبنان منذ زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي في مايو 2003. ومن المتوقع أن يقوم نجاد بجولة في الجنوب اللبناني على مناطق ومواقع تقع على الحدود مع إسرائيل. وفي إسرائيل، اعتبر متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور أن زيارة نجاد المرتقبة للبنان "يجب أن تثير إلى أقصى حد قلق الذين يهتمون حقا باستقرار لبنان والشرق الأوسط". وأضاف بالمور "لقد قال نجاد للرئيس السوري إن الجنوب اللبناني هو حدود إيران مع إسرائيل". وفي سياق آخر استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفيرة السويسرية لدى إيران ليفيا ليو أجوستي التي تتولى رعاية المصالح الأمريكية في طهران, احتجاجا على خطوة الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على ثمانية مسؤولين إيرانيين. واعتبر مدير عام دائرة أمريكا الشمالية في الخارجية بهروز کمالوندي في لقاء السفيرة السويسرية إن هذه الخطوة تعد تدخلا علنيا في الشؤون الداخلية الإيرانية. في السياق ذاته أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمس أن قرار أمريكا بمعاقبة 8 مسؤولين إيرانيين يعكس بأن واشنطن وصلت إلى نهاية الخط في تدخلها بإيران ودعم الاضطرابات الداخلية عقب الانتخابات الرئاسية عام 2009. وأضاف أن العقوبات دليل واضح علي تدخل أمريكا في الشأن الداخلي الإيراني، وأنها تدعم الاضطرابات الأمنية في الداخل وتهدف إلي بث التفرقة بين المسؤولين الإيرانيين. من جانبه أكد قائد الشرطة الإيرانية العميد أحمدي مقدم، الذي جاء اسمه ضمن قائمة المسؤولين الثمانية، في خطبة الجمعة بطهران أمس أن أمريكا تسعي من وراء فرض الحصار على إيران إلى تشجيع الاضطرابات الأمنية، خاصة أن طهران مقبلة على فتنة اقتصادية يساهم فيها المعارضون في الداخل، لكن أجهزة الشرطة بالمرصاد لأولئك الذين يشكلون الحلقة الثانية لأمريكا في الداخل الإيراني.