سجلت أسعار التمور في سوق الأحساء المركزية أمس انخفاضا ملحوظا على كافة أصنافه بالتزامن مع دخول كميات كبيرة من التمور الخليجية غير المعبأة "النثر" إلى الأسواق المحلية. وأكد شيخ سوق التمور في محافظة الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي في حديث إلى "الوطن" أن سوق الأحساء في الموسم الحالي سجلت تدنيا كبيرا في الأسعار مقارنة بالموسم الماضي. وأرجع ذلك إلى إغراق الأسواق المحلية بالتمور الخليجية غير المعبأة. وطالب الحليبي الجهات المعنية في الدولة بسرعة استصدار قرار لوقف استيراد التمور غير المعبأة "النثر"، وقصر الاستيراد على التمور المعبأة مع الاشتراط بوضع بطاقة المنشأ وكافة المعلومات على كل عبوة ليتعرف الزبون على مكان منشأ هذه العبوة قبل شرائها. وأوضح أن بعض الباعة والتجار يقومون بتعبئة التمور المستوردة في مصانعهم المحلية، ووضع بطاقات تشير إلى أنها من إنتاج مزارع الأحساء، ويقومون ببيعها بأسعار منخفضة، وهو ما يوقع الزبائن في الغش والتدليس، ويؤدي إلى تدهور أسعار المنتج الأحسائي. ودعا الحليبي إلى ضرورة وقف تدهور الأسعار، وذلك بزيادة الكميات الموردة إلى مصنع تعبئة التمور التابع لهيئة الري والصرف للحفاظ على توازن الكميات في السوق. لافتا إلى أن هناك أسبابا أخرى لتدهور أسعار تمور الموسم الحالي من بينها قيام بعض الجمعيات الخيرية ببيع بعض التمور المهداة إليها بأسعار متدنية إلى جانب وجود كميات كبيرة من التمور المخزنة من الموسم الماضي. وبين المزارع علي المسلم أن سوق الأحساء تشهد كسادا غير مسبوق مقارنة بالمواسم الماضية جراء انخفاض السعر لبعض الأصناف بسبب طرح كميات كبيرة من التمور المحلية والمستوردة في نفس الوقت داخل السوق، لا سيما أن أسعار التمور المستوردة منخفضة بالمقارنة مع تمور الأحساء التي تتمتع بشهرة وجودة واسعة. وأشار المسلم إلى أن أسعار بعض الأصناف من التمور لا تكفي لتغطية مصاريف إنتاجها. مطالبا بفتح قنوات تصديرية وتسهيل إجراءات التصدير إلى الأسواق الخارجية لضمان استمرارية زراعة أشجار النخيل في الأحساء. وقال البائع حسين السعيد: إن التمور الخليجية لم تكن السبب الرئيسي في انخفاض الأسعار، بل إن هناك إشكالية أخرى تتمثل في زيادة المعروض بشكل كبير من التمور الأحسائية في السوق تفوق الطلب. واقترح السعيد عدم إدخال كميات كبيرة من التمور إلى السوق دفعة واحدة، والاكتفاء ببيع التمور ذات الجودة العالية. يذكر أن الطاقة الإنتاجية للتمور من "واحة الأحساء" تقدر ب100 ألف طن، ينتجها أكثر من 2.5 مليون نخلة في الواحة، من خلال 30 ألف حيازة زراعية منتشرة في كافة مدن وقرى الأحساء.