أصدر المؤتمر العالمي لدار الإفتاء في ختام أعماله بالقاهرة أمس 14 توصية للنهوض وضبط الفتوى في العالم الإسلامي. وأكد المؤتمر، الذي عقد على مدى يومين تحت عنوان "الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل"، ضرورة التنسيق الدائم بين دور الفتوى ومراكز الأبحاث لصياغة ردود فعالة في مخاطبة الرأي العام في ملف الرد على الفتاوى الشاذة والتكفيرية أولا بأول، ومراعاة المفتين لتغَير الأعراف من بلد لبلد عند مباشرتهم الفتوى، وتنبههم إلى خطورة سحب مسائل الماضي إلى الواقع الحالي دون التفات إلى تغيير مناط الأحكام، مشددا على أهمية إنشاء معاهد شرعية معتمدة للتدريب على مهارات الإفتاء، والعمل الجاد على إدراج المساقات والمقررات المتخصصة في الإفتاء في المؤسسات الأكاديمية. صياغة فقهية وشدد المؤتمر أيضا على أهمية صياغة الجهود الفقهية والأصولية التي بذلت في فقه الأقليات في منهج متكامل لتناول قضايا الأقليات يمكنهم من التعايش الرشيد مع الآخر، مؤكدا على الدور الاجتماعي للإفتاء في صياغة منظومة حقوق الإنسان وفقا للقواعد والضوابط الشرعية. وطالب المؤتمر بتطويع وسائل التواصل الحديثة لخدمة العملية الإفتائية حتى تصبح أعلى جودة وكفاءة وأكثر فاعلية، داعيا إلى تحديد المباحث التي يحتاج إليها المفتي في علوم الواقع، كالإدارة والاجتماع والاقتصاد والإعلام وعلم النفس، والعمل على توليد علوم الإفتاء، وتسليط الضوء على ما خرج من بواكيرها، مثل علم اجتماع الفتوى وعلم نفس الفتوى. ميثاق شرف ودعا المؤتمر إلى وضع ميثاق شرف لمهنة الإفتاء ودعوة المشتغلين بالإفتاء، مؤسسات وأفرادا، إلى تفعيله والالتزام به، مؤكدا الدعوة إلى دورية انعقاد المؤتمر بشكل سنوي لبحث مسائل الفتوى الكبرى، والنوازل والمستجدات التي لا تتوقف عند الوقوع، مع التأكيد على ضرورة بعد مؤسسات الإفتاء عن السياسة الحزبية، والدعوة إلى الالتزام بقرارات الهيئات الشرعية والمجامع الفقهية ودور الإفتاء الكبرى في مسائل النوازل وفتاوى الأمة لما فيها من جهد جماعي، وكذلك وجود لجنة علمية لتنفيذ توصيات المؤتمر. وطالب المؤتمر أجهزة الإعلامِ، باعتبارها شريكا في معالجة أزمة فوضى الفتوى، بالاقتصار على المفتين المتخصصين في برامجها الإفتائية بجانب زيادة حملاتها التوعوية بضرر صدور الفتوى من غير المؤهلين للإفتاء، والاشتراك في ورش عمل لإيجاد حلول واقعية تحول دون تصدر الأدعياء للفتوى. خطورة التشويه كان الرئيس عبدالفتاح السيسي التقى عددا من المفتين وكبار علماء الدين المشاركين في المؤتمر، من بينهم المستشار بالديوان الملكي بالمملكة إمام المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد، ولفيف من وزراء الأوقاف والشؤون الدينية بالدول العربية والإسلامية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن "السيسي حذر من خطورة التشويه الذي تتعرض له صورة الإسلام جراء انتشار أعمال العنف وارتكاب أبشع جرائم القتل وتبرير ذلك باسم الدين وهو براء من كل تلك الأفعال المحرمة"، مؤكدا أهمية تعظيم دور هيئات الإفتاء لتصبح المرجعية الوحيدة لإصدار الفتاوى، بما يسهم في تحقيق استقرار المجتمع ومواجهة الإشكالات التي تواجه الفتاوى، وأهمها تدخل غير المتخصصين لإصدار الفتاوى، بما يؤدي إلى حدوث انقسامات مجتمعية تهدد أمن وسلامة المواطنين وتؤثر سلبا في عمليات التنمية الجارية.