لا تكاد تنتهي صلاة الفجر إلا ويشمر تجار وباعة التمور عن سواعدهم مهرولين إلى ساحة مهرجان التمور في الصباخ جنوب مدينة بريدة، حيث يحتفي المزارعون بمحصول العام وتقديمه بأجمل حلة للمتسوقين من منطقة القصيم ومناطق المملكة ودول الخليج. وباتت فرص العمل مطلبا للجميع وخصوصا الموظفين في القطاعين العام والخاص، ففرص العمل التي يوفرها السوق ومردودها المادي المغري خلال فترة وجيزة لا تتجاوز شهر ونصف، يسيل لها لعاب ذوي الدخل المحدود والرواتب الصغيرة، كما أن ساعات عمل السوق لا تتعارض مع ساعات العمل الحكومي الرسمي ما أعطى دافعا كبيرا لخوض غمار التجارة، حيث تبدأ حركة البيع والشراء من بعد صلاة الفجر مباشرة وحتى الثامنة صباحا، ومن بعد صلاة العصر حتى التاسعة مساء، ويمتهن الموظفون الكثير من الأعمال داخل السوق كالدلالة والسمسرة وتسجيل المبيعات ونقل التمور من وإلى السوق والبيع بالتجزئة. وقال الشاب فهد الحمد موظف حكومي، إنه يعمل بمجال التمور منذ ثمانية أعوام ويحصل على مردود مادي مغر، مشيرا إلى أن فرص زيادة الدخل للموظف الحكومي نادرة جدا مع أنظمة وزارة الخدمة المدنية التي تمنع مزاولة الموظف للعمل التجاري. وذهب إلى أكثر من ذلك الموظف عبدالله البراهيم الذي أشار إلى أن إجازته السنوية يقضيها بين المزارع وسوق تمور بريدة، حيث يقوم كل عام بشراء ثمار النخيل وجلبها إلى السوق، مؤكدا أنه لو علم موظفو القطاع الحكومي بما يحصل عليه من مردود مادي لسبقوه إلى هذه التجارة المباركة، داعيا إلى السماح للموظفين بمزاولة التجارة، لأن ذلك - بحسب قوله - يتيح فرص عمل حكومية أكبر بعد نجاح الموظف في تجارته واستقالته من العمل. يذكر أن مهرجان التمور ببريدة وفر أكثر من 500 فرصة عمل خلال موسم التمور، تتيح لمختلف شرائح المجتمع من كبار السن والشباب والموظفين والطلاب والعاطلين فرصة العمل في موسم التمور.