أكد أستاذ قسم الأنظمة بالجامعة الإسلامية الدكتور محمد النجيمي أن الجيل المعاصر لابد أن يعلم أن الدور الثالث الذي يمثل الدولة السعودية الثالثة هو امتداد لدورين سابقين يمثل دولتين سعوديتين سابقتين وأن محاولة الفصل بين الدور الثالث والدورين السابقين لا يجوز تاريخيا وأخلاقيا، مشدداً على أهمية أن يضع هذا الجيل في اعتباره أن هذه الدولة الحديثة هي امتداد تاريخي عظيم يمتد إلى 300 عام. وأشار النجيمي خلال المحاضرة التي أقيمت بمناسبة اليوم الوطني في نادي المدينةالمنورة الأدبي مساء الثلاثاء المنصرم، بالتعاون مع جمعية المتقاعدين بالمدينة، تحت عنوان "اليوم الوطني سيرة وإنجاز"، وحاضر بها بالإضافة إلى الدكتور النجيمي مدير التعليم الأسبق الدكتور تنيضب الفايدي وقدمها عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة الدكتور مصطفى عمر حلبي، إلى أن الأجيال المعاصرة يجب أن تعلم كيف مكث المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود أكثر من 32 سنة وهو يوحد هذه الدولة ومدى المخاطر التي تعرض لها في سبيل التوحيد وهو ما يلزمنا أن نحافظ على هذه الوحدة وأن نفوت الفرصة على أعداء هذا البلد وأعداء الإسلام الذين يحاولون التأثير عليها بالطائفية والمناطقية، مؤكدا أن هذا البلد قبل أن يوحده الملك عبدالعزيز كان عبارة عن دويلات صغيرة فقيرة متفرقة تفتقر للأمن والأمان. وأكد النجيمي أن تحديد الوطن له أصل في الإسلام مشيرا إلى قول ابن تيمية بأنه يستحب أن يكون هناك إمام واحد للمسلمين فإن لم يكن فإن كل إمام في إقليمه هو إمام يستوفي الحقوق. وأوضح أن تاريخ المملكة العربية السعودية له خصوصية لا توجد في أي بلد في العالم، ففيها الحرمان الشريفان وقبلة المسلمين ولا يصح الحج إلا في مكة والتي تستقبل المسلمين من سائر دول العالم، لافتا إلى مقال الدكتور فواز العلمي في صحيفة الوطن والذي أشار فيه إلى أن الحج أعظم دخلا من النفط، واصفا المقال بأنه يبين أن اقتصاد المملكة لا يعتمد فقط على البترول بل إن الاقتصاد الناتج عن الحج يعوض دخل البترول في حال نفاده كما يقال بعد 60 عاما. وقال النجيمي إن المملكة تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي لا تفرض ضرائب على من يأتي لأداء طقوس دينية فيها, مشيرا إلى أن الاعتزاز بالدين الإسلامي هو من الأمور الأساسية لهذه الدولة التي تجند كل عام أكثر من 16 ألف شخص لخدمة الحجيج، بل إنها أنشأت وزارة مستقلة للحج وهو ما يبين أهداف قيادة هذا البلد الأساسية، والتي تنطلق من خدمة الحجاج والمعتمرين, بالإضافة إلى خدمة المسلمين من خلال إنشاء الجامعة الإسلامية التي معظم طلابها من غير السعوديين ومن جميع دول العالم, للمساهمة في تقديم العلم الشرعي لهؤلاء الطلاب ولجميع بقاع الأرض, مؤكدا ضرورة أن يتذكر أهل هذا البلد جميع هذه الفضائل عند الاحتفال باليوم الوطني. وأشار النجيمي إلى شعار علم هذا البلد الذي يضيء بكلمة التوحيد والذي يجعله العلم الوحيد الذي لا ينكس في حال الكوارث وهو أمر متفق عليه في الأممالمتحدة. وحذر النجيمي شباب هذا البلد من الفرقة واستخدام التصنيفات العرقية والمناطقية التي قد تسيء للدين والوطن والقيادة. من جانبه، كشف مدير التربية والتعليم الأسبق بالمدينةالمنورة الدكتور تنيضب الفايدي خلال حديثه في المحاضرة أن اسم المملكة العربية السعودية أطلق بعد زيارة وفد من المدينةالمنورة للملك عبدالعزيز حيث أشاروا عليه بهذا الاسم، مشيرا إلى أن الملك عبدالعزيز كان ذكيا في مخاطبة العشائر كما كانت لديه خيمة تحوي علماء من جميع دول العالم الإسلامي. وأكد الفايدي أن الملك عبدالعزيز اهتم بالتعليم حيث بلغ عدد المدارس في المملكة عند وفاته 316 مدرسة كما أنشئت أول كلية في عهده وهي كلية الشريعة بمكة والتي أنشئت عام 1369 كما أسست في عهده مدرسة للبعثات وأوجد نظام البلديات وصدرت أول ميزانية في عهده. وتحدث الفايدي عن وجود كتاب لمجموعة من الأشخاص الذين صاحبوا الملك عبدالعزيز، والذين أشاروا خلال رواياتهم لقصص مرافقتهم للملك عبدالعزيز بأن العناية الإلهية كانت تحيط بالملك عبدالعزيز أثناء فتوحاته. كما تطرق الفايدي إلى اهتمام الملك عبدالعزيز بالمرأة، مستشهداً بأن عهده شهد وجود الكتاتيب للبنات.