سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفجير مسجد قوة طوارئ عسير استهدف 911 متدربا.. والشهداء 15 المتحدث الأمني للداخلية: التحقيقات تتقصى أعداد الانتحاريين والجريمة لن تثنينا عن حماية الأمن والاستقرار
فشلت العملية الإرهابية التي استهدفت مسجد قوة طوارئ عسير في أبها أمس، في حصد أرواح أكبر عدد من الطلاب المتدربين، إذ صدر قرار من قيادة المعسكر بصرف نحو 911 طالب متدرب قبل صلاة الظهر إلى منازلهم لقضاء إجازة نهاية الأسبوع، فلم يتبق داخل المقر سوى عدد قليل من الطلاب، فيما كان الانتحاري الذي ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي، يعتزم تنفيذ جريمته أثناء وجود أعداد ضخمة من الطلاب بالمسجد. ووفق معلومات متباينة من شهود عيان، فقد استطاع الانتحاري الذي فجر نفسه بالمسجد الدخول إلى المعسكر عن طريق إيهام أفراد الحراسة بأنه جاء لزيارة أحد أقاربه من الطلاب المستجدين، فتم السماح له بالدخول إلى مقر القوات، مؤكدين استحالة اقتحامه أحد الأسوار نظرا لتوافر الحراسات الأمنية المشددة في الموقع. وفيما تضاربت الرواية مع الرواية السابقة، قال آخرون إن شخصا غريبا كان يرتدي سروالا مموها، وكوتا قديما يخص قوات الطوارئ دخل إلى مسجد المعسكر، والتقط مصحفا ثم أعاده إلى موقعه. وجلس في الصف الأول يتلفت يمينا ويسارا، حتى حضر أشخاص آخرون فترك موقعه وعاد إلى الصف الأيمن للمسجد. وأكد شهود عيان أن الانتحاري فجر نفسه بأحزمة ناسفة في الركعة الرابعة أثناء صلاة الظهر عند الساعة ال12:40 ظهرا، حيث فوجئ المصلون بصوت انفجار شديد، نفذه أحد الموجودين في يمين الصف الأول، ما أدى إلى تكسير نوافذ المسجد وسقوط مكيفات الهواء، وتطاير أشلاء الانتحاري وبعض المصلين الواقفين بجواره. إلى ذلك، توعدت وزارة الداخلية بملاحقة منفذي الهجوم الإرهابي الذي ضرب مسجد قوات الطوارئ في منطقة عسير، وأسفر عن استشهاد 15 منهم 12 من منسوبي القوات، وثلاثة عاملين وإصابة آخرين، وهي العملية التي تأتي بعد 21 يوما من إحباط محاولة إرهابية فاشلة استهدفت حاجزا أمنيا على الطريق المؤدي لسجن الحاير في الرياض، وإحباط عمليات إرهابية كانت تستهدف عددا آخر من المساجد، وتورط بها تنظيم داعش الإرهابي. وفيما تواترت أنباء عن إحباط عملية إرهابية أخرى كانت تستهدف مقر قيادة قوات الطوارئ في الرياض، نفت وزارة الداخلية تلك المعلومات على حسابها في تويتر. وقالت في تغريدة لها "المتحدث الأمني يؤكد عدم تعرض أي مقر آخر لقوات الطوارئ الخاصة لمحاولة تفجير إرهابي". بيان وزارة الداخلية حول الحادثة أوضح أن الأشلاء التي عثر عليها في الموقع يعتقد أنها ناتجة عن تفجير بأحزمة ناسفة، في إشارة إلى وجود أكثر من انتحاري. وعلق المتحدث الأمني اللواء منصور التركي في اتصال هاتفي مع "الوطن" على ذلك بالقول: "قد يكون هناك أكثر من شخص، لكننا لا نستطيع الجزم الآن قبل اكتمال التحقيقات.. تحقيقاتنا الأمنية جارية وسنعلن على الفور ما نتوصل إليه من معلومات في هذا الإطار". وفي سياق تصريحاته، وصف اللواء التركي العملية الإرهابية ب"الفعل الجبان". وقال "هذا الفعل الإرهابي لن يثني رجال الأمن عن أداء مهامهم في ملاحقة هذه الفئة الضالة ومكافحة جرائمهم الإرهابية وحماية الأمن والاستقرار في أنحاء المملكة كافة من محاولاتهم الواهية لبث الفتنة وإشاعة الفوضى". وعلى الرغم من أن استهداف جامع الطوارئ في منطقة عسير يحمل بصمات داعش، إلا أن وزارة الداخلية فضلت التريث في توجيه الاتهام للتنظيم الذي أعلن مسؤوليته لاحقا، قبل اكتمال التحقيقات. وبسؤال المتحدث الأمني حول الربط بين حادثة استهداف قوات طوارئ عسير، والنجاحات التي حققتها قوات التحالف بقيادة السعودية في تطهير عدن ومحافظات الجنوب في اليمن، أجاب بالقول "ننتظر نتائج التحقيقات الجارية". وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية قد صرح بأنه أثناء "قيام مجموعة من منسوبي قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير بأداء صلاة الظهر جماعة في مسجد مقر القوات، حدث تفجير في جموع المصلين نتج عنه استشهاد عشرة من منسوبي القوات إضافة إلى ثلاثة من العاملين في الموقع وإصابة تسعة آخرين، ثلاثة منهم إصاباتهم بالغة، كما عثر في الموقع على أشلاء يعتقد أنها ناتجة عن تفجير بأحزمة ناسفة، ولا يزال الحادث محل متابعة الجهات الأمنية المختصة"، فيما ارتفعت حصيلة شهداء هذه الجريمة إلى 12، بعد وفاة اثنين من رجال قوات الطوارئ الخاصة متأثرين بجراحهما.