فيما توقع نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء، خالد بحاح، في تصريحات صحفية أول من أمس، عودة نصف مليون نازح إلى منازلهم في عدن، خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، عقب تحرير المدينة، بدأت مئات العائلات التي شردت من مناطقها، وفرت من جحيم الحرب، والممارسات التي كانت قد اقترفتها ميليشيات التمرد بحقها. وما إن أعلنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للشرعية، عن تحرير مدينة الحوطة من قبضة المتمردين، حتى بدأ كثير من الأهالي في التوجه إليها، وتفقد منازلهم وأملاكهم، بعد أن كانوا ممنوعين من العودة إليها من الحوثيين. وفي مدينة المكلا غادر أكثر من 400 نازح عبر الميناء، عائدين إلى عدن. وقال المواطن أحمد العولقي، وهو أحد النازحين الذين التقت بهم "الوطن" في ميناء المكلا، إنه لم يعد يستطيع البقاء بعيداً عن عدن، لذلك جمع ما تبقى له من أغراض، ليعود هو وزوجته وابنتاه إلى عدن، على متن سفينة خشبية. حيث يقول القائمون على عملية الإعادة إن الطرق البرية لا تزال غير آمنة، وإن عناصر الحوثيين في شبوة وجيوبهم في أبين تستهدف المركبات التي تقل النازحين. بدوره، قال المواطن اليمني سالم الحذيفي إنه أصر على العودة إلى عدن، رغم تهدم جزء كبير من منزله، كما أخبره بعض الجيران، مشيراً إلى أن البقاء في مدينته التي ولد وتربى فيها أفضل من العيش خارجها، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "عدن مدينتي التي لم أخرج منها طوال حياتي إلا لأيام قلائل وأعود إليها، فيها ولدت وعلى أرضها تربيت، وتلقيت فيها كافة مراحل تعليمي، حتى الجامعة، كما عملت بها. لذلك لم أعد أطيق العيش خارجها، ولم أفارقها إلا بسبب الأحداث التي يعلمها الجميع". ومضى قائلا "عندما خرجت من عدن إلى المكلا، لم يكن ذلك هروبا، أو رفضا للقيام بواجب الدفاع عنها ضمن صفوف المقاومة الشعبية، لكن كان هدفي من الخروج توفير ملاذ آمن لأطفالي الصغار ووالدتي المريضة، وكنت أنوي العودة من جديد للمشاركة في الدفاع عنها، ولو أدى ذلك إلى التضحية بروحي، لكني عجزت عن ذلك، بسبب عدم وجود وسيلة مواصلات تنقلني إليها، فقد توقفت كل السيارات عن الذهاب إليها، بسبب شدة القتال، وسيطرة المتمردين على كافة مداخلها، فكانوا يصادرون كل السيارات التي ترغب في الدخول، ويستولون على كل ما تحمله، واعتقال قائدي السيارات وركابها. لذلك اضطررت إلى البقاء في المكلا". ومضى الحذيفي بالقول إنه أصر على العودة فور إعلان السلطات تحرير المدينة، ولم يتأثر بسبب الضرر الكبير الذي لحق بمنزله، مشيرا إلى أنه وكل ما يملك فداء لعدن، وتابع بالقول "رغم رجاءات أقاربي في المكلا بالانتظار لبضعة أيام قبل العودة، إلا أنني رفضت ذلك، وأصررت على العودة مهما كلفني الأمر، وأنا اليوم عائد إلى مدينتي على ظهر سفينة خشبية مخصصة في الأصل لشحن البضائع وغير مجهزة لنقل المسافرين". وكان بعض النازحين عادوا إلى مناطق وسط عدن على غرار منطقة خور مكسر بعد سيطرة المقاومة عليها في إطار عملية "السهم الذهبي" بدعم من تحالف عملية إعادة الأمل بقيادة السعودية. وتسابق السلطات اليمنية في عدن الوقت لإعادة الخدمات وإصلاح البنى التحتية التي تضررت بشدة بسبب الحرب التي شنها الحوثيون وقوات صالح على المدينة.