تتكتم الخرطوم بشدة على زيارة المبعوث الأميركي لدولتي السودان، دونالد بوث، الذي وصلها أمس في زيارة تستغرق أربعة أيام، بهدف إزالة أسباب التوتر الذي اعترى علاقات البلدين خلال الفترة الماضية، بسبب اتهام كل منهما للآخر بدعم وإيواء المتمردين. وأشارت مصادر مطلعة داخل الحكومة السودانية في تصريحات إلى "الوطن" إلى أن المسؤول الأميركي يحمل في جعبته كثيرا من الاقتراحات لتطوير العلاقات بين البلدين، وتوقعت أن تبدي الخرطوم قدرا كبيرة من المرونة معه، لاسيما في ظل التحسن النسبي في علاقاتها مع واشنطن، وهو ما تجلى في رفع الحظر الأميركي عن تصدير بعض المنتجات للخرطوم، وتلميحها إلى إمكانية التعاون بين البلدين، لاسيما في المجال الزراعي. وكان ميناء بورتسودان استقبل الشهر الماضي سفينة أميركية عملاقة، تحمل على متنها آلاف الأطنان من المواد الغذائية، لإغاثة المتضررين في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، وهو ما عده مراقبون تطورا مهما في علاقات البلدين. وأضافت المصادر أن وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، كان قد تحدث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما أواخر الشهر الماضي في أديس أبابا عن ضرورة بدء حوار جاد بين مسؤولي الدولتين، لإزالة القضايا العائقة، وإعادة تطبيع العلاقات بينهما، مؤكدة أن أوباما أبدى مرونة في ذلك، وأنه أشاد بتعهد الخرطوم بالعمل الجاد لإزالة أسباب الخلاف بين الفرقاء في جنوب السودان، وتفعيل جهودها في هذا الإطار، مشيرا إلى أن بإمكان الخرطوم عمل الكثير في هذا الاتجاه.