حذر المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث، الخرطوم من محاولة التفكير في إمكانية خداع الولاياتالمتحدة بأية عملية سياسية لا تفضي إلى إصلاح حقيقي، كما توقع "أن تقع دولة جنوب السودان في مستنقع الصراعات الداخلية المدمرة التي أدت بالفعل إلى أعمال قتل وتدمير واسعة، كما تهدد النسيج الاجتماعي للدولة الصاعدة". وقال بوث، أن العالم سيظل يراقب عن كثب ما تتمخض عنه دعوة الرئيس السوداني عمر البشير التي أطلقها الشهر الماضي لإجراء حوار شامل يجمع كل القوى السياسية والجماعات المسلحة. ودعا المبعوث الأميركى، المجتمع الدولي لعدم السماح للخرطوم بالاستمرار في التعتيم على القضايا الوطنية، وإقناع الآخرين بأنها صراعات إقليمية معزولة، مشددا على أن أي تطبيع للعلاقات بين الخرطوم وواشنطن، سيعتمد على كيفية تعامل الحكومة مع مواطنيها والتزامها بتعهداتها الدولية. في هذه الأثناء، فشل وفدا الحكومة والحركة الشعبية شمالا، في الجلوس إلى طاولة التفاوض في أول يوم من الجولة الجديدة بينهما لحلحلة أزمة المنطقتين. وفيما حملت الحركة الحكومة مسؤولية تعثر اليوم الأول، أعلن رئيس الوفد الحكومي، إبراهيم غندور، استئناف المفاوضات، مؤكدا على أنها ستستمر ل3 أيام فقط. من ناحيتها قالت الحركة الشعبية أول من أمس إن الوفد الحكومي للتفاوض رفض الجلوس مع مفاوضيها في غياب الوسطاء وامتنع عن إجراء أي مباحثات تمهيدية غير رسمية رغما عن أنه وافق عليها في السابق. وطالب نائب منسق الأممالمتحدة للشؤون التنموية والإنسانية في السودان عدنان خان، طرفي التفاوض باتخاذ خطوات فورية لضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية، فيما يتواصل الحوار السياسي بين الأطراف المعنية، وأضاف أنه "لا يمكننا أن نسمح بأن يستمر المدنيون الأبرياء في دفع ثمن الحرب، أو جعل تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة رهينة للتقدم السياسي. وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان قد أبدى قلقا من انتقال ملف الحوار مع القوى السياسية للاتحاد الإفريقي، في وقت أعلنت الحركة الشعبية شمالا تمسكها بالحل الشامل، إلا أنها وجهت في الوقت ذاته انتقادات عنيفة لزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، الذي سلم مذكرة للوسيط الإفريقي ثامبو امبيكى حول مفاوضات أديس أبابا طالب فيها بقصر المفاوضات على المنطقتين على أن تتم العملية الدستورية في الخرطوم، وقال الأمين العام للحركة الشعبية شمالا ورئيس الوفد المفاوض، ياسر عرمان "نحن مع الحل السلمي المفضي للتغيير ولن نقبل بإعادة إنتاج النظام ولن نرمي بآمال شعبنا في التغيير على قارعة الطريق". من جهة أخرى، أفاد مسؤولون محليون، بتدفق الآلاف من سكان مدينة "بور" باتجاه مدينة "مينكامان"، هربا من القتال الدائر بين القوات الحكومية والقوات الموالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار.