مع بدء العد التنازلي لموسم جني "تمور" الأصناف المبكرة في مزارع واحة الأحساء الزراعية، والمتوقع انطلاقته بعد 20 يوماً، وتحديداً لصنف "الشيشي"، يواصل مزارعو ومنتجو مختلف أصناف "التمور" في الواحة، تنافسهم المحموم للظفر بالصفقات "الماسية" في مزادات بيع التمور في مهرجان "الأحساء.. للتمور وطن"، المزمع انطلاقته مطلع شهر سبتمبر المقبل في ساحة الحراج بمدينة الملك عبدالله العالمية للتمور، الواقعة على طريق العقير – الهفوف "الجديد"، وكذلك في المزادات ومواقع البيع التي تسبق انطلاقة المهرجان داخل المزارع والمحال التجارية المتخصصة لبيع التمور. وكان مهرجان التمور في الأحساء، شهد خلال موسم العام الماضي، صفقات بيع "ماسية"، تجاوز فيها سعر الكيلو جرام الواحد من تمور صنف "الخلاص" ال133 ريالا، فيما وصل سعر صنف "الرزيز" إلى 50 ريالا للكيلوجرام. بدوره، أكد عضو اللجنة الزراعية في غرفة الأحساء شيخ سوق التمور المركزي في المحافظة عبدالحميد الحليبي ل"الوطن"، جودة منتج التمور الموسم "الجديد"، واختفاء الآفات الحشرية في الواحة التي تؤثر على محصول التمور طوال فترة موسم زراعته، وحرص المزارعين في الأحساء على تطوير المنتج، لافتاً إلى أن الصفقات "الماسية" للتمور ذات الجودة القياسية، والتي يطلق عليها المزارعون والمنتجون ب "جامبو"، أسهمت في حرص المزارعين على الجودة وتطوير المنتج، معلناً عن مفاجآت عديدة للمزارعين، المنتجين لتمور "جامبو" والمميزة. وكشف عن تراجع كبير في كميات إنتاج بعض أصناف التمور، منها: الشيشي، والشبيبي، والحاتمي، وذلك بسبب قلة الطلب وانخفاض أسعارها في الأسواق المحلية، وأن المزارعين لا يحرصون على غرسها في حيازاتهم الزراعية، فيما أن هناك زيادة ملحوظة في كميات إنتاج صنف "الخلاص"، مقترحاً على جهات الاختصاص في مصنع تعبئة التمور في الأحساء التابع لهيئة الري والصرف في المحافظة التابعة لوزارة الزراعة، تبني إنشاء مصنع جديد لاستقبال تمور الشيشي، والشبيبي، والحاتمي، وتحويلها إلى "عجائن"، وتكون ضمن برنامج التوزيع العالمي، إذ تمتلك هذه العجائن خصائص "التمور" الغذائية، ويمكن استخدامها في مختلف الصناعات التحويلية، وهي مادة غذائية غنية بالعناصر المفيدة للجسم البشري. وشدد على الجهات المسؤولة في وزارة الزراعة وجامعة الملك فيصل والمركز الوطني للنخيل والتمور، بتشكيل لجنة "إرشادية"، تتولى دعوة المزارعين في الواحة إلى زراعة أصناف أخرى من التمور في الأحساء، من بينها: العجوة، والمضموم، والصقعي، والمجدول، وهذه الأصناف الأربعة قابلة للزراعة والإنتاج في واحة الأحساء، وهناك مزارع في الأحساء بدأت زراعة تلك الأصناف، بيد أنها بكمية محدودة جداً، ويتطلب الأمر التوسع فيها لجدواها اقتصادياً، علاوة على جودتها وزيادة الطلب عليها في الأسواق المحلية والعالمية، مطالباً اللجنة المنظمة في مهرجان التمور في الأحساء، الذي تنظمه أمانة الأحساء في مدينة الملك عبدالله للتمور العالمية "كاكد" بإعادة النظر في آلية "تفويج" المركبات المحملة للتمور في المهرجان، إذ يتطلب حضور المزارعين والباعة قبيل صلاة الفجر للدخول إلى ساحة المزاد مهما كانت كميات التمور، إذ إن بعض الباعة والمزارعين يجدون في ذلك صعوبة كبيرة، وبالأخص من لديهم كميات محدودة جداً، مطالباً باستخدام "الطلبيات" في ساحة المزاد لعرض التمور، وكذلك استخدام "الكود" الإلكتروني لجميع التمور الموردة للمهرجان، والاستفادة من ساحة "المظلة" كاملة للمزاد، والتدقيق في فرز وفحص التمور قبل وصولها إلى ساحة المزاد، وتقسيم ساحة المزاد إلى عدة مواقع تبعاً لمستوى وتصنيف الجودة، واستحداث منصة "ذهبية" للتمور المميزة والجامبو. وذكر الحليبي أن بعض مزارعي التمور في الأحساء، وقعوا عقودا وصفقات لتصدير تمور لتجار ومستثمرين داخل وخارج المملكة بكميات معلومة، ويتحدد سعرها تبعاً لسعر السوق في موعد جني المحصول. وأشار محمد الحجي "مزارع" إلى أن كثيرا من المزارعين في الواحة، دخلوا في تحدٍ فيما بينهم للظفر بالأسعار "الماسية"، وذلك برفع جودة المنتج، والاهتمام بعنصر الجودة أكثر من عنصر الوفرة في الإنتاج، من خلال تركيز كل عملهم على العناية بعدد محدود من نخيل حيازاتهم الزراعية، بهدف الوصول إلى منتج أفضل، مضيفاً أن الجودة في الإنتاج، هي الأفضل من ناحية الجدوى الاقتصادية، علاوة على الأقل جهداً على المزارع.