بينما تنتظر سوق عكاظ تحولا نوعيا من خلال برنامج تطويري لبرامجه خلال الدورات الخمس المقبلة للسوق، بدءا من الدورة العاشرة للسوق في العام المقبل، يترقب المهتمون بالشأن الثقافي بشغف هذا التحول في فعاليات السوق التي تنطلق نسخته التاسعة أواخر الشهر الحالي.وألمح عدد من المراقبين لأشكال التحول عبر مؤشراته الحالية إلى تزامن الدورة التاسعة مع الرؤية التي أطلقها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية للسوق الأمير خالد الفيصل، والتي بدأت تلوح في الأفق بظهور مشاريع حديثة غير مسبوقة، والتي يتسنمها مشروع تطوير سوق عكاظ الذي بدأ العمل فيه فعليا بتشكيل فريق عمل لتطوير برامج وأنشطة عكاظ خلال الأعوام الخمسة المقبلة وتبدأ منذ العام المقبل. وكان الأمير خالد الفيصل قد شكل فريقا مهمته تنفيذ سوق عكاظ من جميع النواحي وعين الدكتور بريكان الشلوي رئيسا له، وبهدف العمل سريعا على التطوير شرع الفريق في تنظيم ورش عمل في الطائف مع رؤساء الأندية الأدبية لتفعيل مشاركتها في سوق عكاظ ستعقبها ورش أخرى بالتزامن مع انطلاقة السوق. وخرجت ورش العمل برؤى كثيرة، منها استحداث المساجلات الشعرية تحت مظلة البرنامج الثقافي لسوق عكاظ اعتبارا من الدورة التاسعة، وتتمحور الفكرة في خلق منافسة شعرية فصيحة تهدف إلى احتضان مواهب الشباب الشعرية إضافة إلى رصد رؤى ومقترحات عدد كبير من المثقفين والأدباء عن طريق الأندية الأدبية التي ستتم صياغتها خلال ورش عمل لاحقة ودراستها ومن ثم تضمينها في استراتيجية تطوير السوق خلال السنوات الخمس المقبلة. وجمعت طاولة ورش العمل رؤساء الأندية الأدبية والإعلاميين والمسرحيين والفنانين التشكيليين، للوقوف عن قرب على رؤيتهم لمستقبل سوق عكاظ، بصفتهم من الشرائح المهتمة بعكاظ والتي ستعقبها صياغة ورقة عمل تتحول إلى مشروع مستقبلي يجمع كل الأطياف بمختلف ميولها. وفيما يتعلق بمشروع التطوير أوضح المشرف على تطوير سوق عكاظ الدكتور بريكان الشلوي "أن مشروع تطوير سوق عكاظ يهدف إلى تحقيق رؤية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، الذي يعمل لأن يكون سوق عكاظ منبر حوار يفيد الإنسان العربي والمواطن السعودي ونافذة على المستقبل، ومنطلقا للشباب نحو الإبداع ورمزا للتقدم والحضارة، مشيرا إلى أن مشروع التطوير يعنى بوضع استراتيجية تنطلق من رؤى المثقفين والمؤسسات الثقافية التي هي محضن المثقفين لتطوير السوق خلال خمس دورات قادمة، اعتبارا من الدورة العاشرة التي تنطلق في عام 1437". وأضاف الشلوي أن المشروع يسير وفق خطة زمنية ويحظى بدعم من رئيس اللجنة الإشرافية الأمير خالد الفيصل ومتابعة من مستشار أمير منطقة مكةالمكرمة الأمين العام للجنة الإشرافية للسوق الدكتور سعد محمد مارق الذي يتابع أعمال التطوير وتوصيات اللجان لحظة بلحظة. ويرى المراقبون أن المشروع النوعي الآخر المرتقب لسوق عكاظ يتمثل في مشروع أكاديمية الشعر، وقررت اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ إسناد الإشراف على الأكاديمية وإدارتها إلى وزارة الثقافة والإعلام وبمشاركة الجهات ذات العلاقة. وتتمثل فكرة أكاديمية الشعر العربي في سوق عكاظ بتخصصها متخصصة في الشعر العربي الفصيح، وتنهض بدراساته وأبحاثه بدءا من جمع وتدوين وتحقيق الموروث منه في المخطوطات المحفوظة محليا ودوليا، ونشر مؤلفات شعرية من دواوين وأبحاث بوسائل النشر المختلفة، علاوة على تنظيم الأنشطة والبرامج الشعرية كالندوات والمسابقات والمحاضرات والملتقيات الأدبية، ليصبح عكاظ المرجعية العربية الأقوى في الشعر، يحتفى فيه بأهم الأصوات الشعرية العربية الكبيرة، ويهتم بالترجمات الشعرية، ويحتضن الشعراء الشباب، ويقيم المسرحيات الشعرية. ووضعت اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ التجارب العربية والدولية في إنشاء الأكاديميات التي تهتم بالشعر ومن أشهرها أكاديمية الشعر في أميركا والنمسا ومصر وأبوظبي نصب عينيها لتستفيد منها في إنشاء أكاديمية عكاظ للشعر التي ستكون منصة للشعر العربي تشع من أرض عكاظ.ويتسق تطوير سوق عكاظ مع الخطة الاستراتيجية لمنطقة مكةالمكرمة التي أسس لها الأمير خالد الفيصل، وتتمحور فكرتها الأساسية في تنمية الإنسان والمكان على حد سواء، ولذلك جاء سوق عكاظ كواحدة من المبادرات العملية المطبقة على أرض الواقع لتنمية الإنسان معرفيا وثقافيا وعلميا وفنيا وتراثيا، إلى جانب مبادرات أخرى لرعايته صحيا واجتماعيا واقتصاديا. ولأن سوق عكاظ ليس شعرا وثقافة فقط، بل تجارة واقتصاد، يركز سوق عكاظ ضمن أهدافه الاستراتيجية على تحقيق عوائد اقتصادية مجزية للمجتمع المحلي من خلال المبادرات والأفكار الجديدة للغرف التجارية والصناعية، سواء في القرى المحيطة بموقع السوق أو في عموم محافظة الطائف، من خلال دعم قطاع السياحة في محافظة الطائف، وتوفير فرص العمل للشباب، ومساعدة الحرفيين والأسر المنتجة والمزارعين على تسويق أعمالهم ومنتجاتهم على الزوار.