أغلقت صحة مكةالمكرمة ملف جثمان الطفلة "زهرة" الذي ترك خمسة أيام في غرفة غير مخصصة للموتى، بإصدار قرار إعفاء أربعة قياديين في مستشفى الملك فيصل، بعد أن كشفت تحقيقاتها ثبوت الإهمال والتقصير. ووجه مدير عام الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور مصطفى بلجون، في بيان أمس، بإعفاء مدير مستشفى الملك فيصل، ومدير الخدمات الطبية، ومدير الخدمات المساندة، ومدير قسم الطوارئ بالمستشفى، وذلك بعد مرور يومين على دفن جثمان الطفلة. وقال المتحدث الإعلامي لصحة مكة عبدالوهاب شلبي إن الطفلة أحضرت إلى قسم الطوارئ، وبعد الكشف عليها تبين أنها قد توفيت قبل حضورها بنصف ساعة تقريبا. وأشار شلبي إلى أن ذوي الطفلة لم يستكملوا الإجراءات النظامية لنقل الجثمان، وإثر ذلك تم تكفينها ونقلها إلى غرفة الكشف على الوفيات، مبينا أن المدير المناوب لاحظ وجود رائحة منبعثة من الغرفة، فتم إبلاغ إدارة المستشفى التي باشرت نقل الجثمان إلى ثلاجة المعيصم. بعد مرور يومين على دفن جثمان الطفلة زهرة الذي ترك في منطقة غير مخصصة للموتى بطوارئ مستشفى الملك فيصل بمكةالمكرمة خمسة أيام حتى تعفن، وجه مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور مصطفى بلجون أمس بإعفاء مدير مستشفى الملك فيصل، ومدير الخدمات الطبية، ومدير الخدمات المساندة، ومدير قسم الطوارئ بالمستشفى، فيما كشفت صحة المنطقة أمس ملابسات القضية ونتائج التحقيق في الواقعة. وقال المتحدث الإعلامي لصحة منطقة مكةالمكرمة عبدالوهاب شلبي إن "الطفلة المتوفاة أحضرت إلى قسم الطوارئ بمستشفى الملك فيصل بمكةالمكرمة بتاريخ 26 /9 /1436 الساعة 7:39 مساء بواسطة سيارة خاصة، وبعد الكشف عليها تبين أنها قد توفيت قبل إحضارها إلى المستشفى بنصف ساعة تقريبا، وأكدت ذلك والدتها، وأفادت بأن توقف التنفس حدث قبل نصف ساعة في منزلها وقبل إحضارها إلى المستشفى، كما أبان الكشف على الطفلة المتوفاة وجود عيوب خلقية، ولا توجد أي إصابات ظاهرة، وأن الوفاة كانت طبيعية". وأضاف أنه "تم إبلاغ ذوي الطفلة المتوفاة بضرورة استكمال الإجراءات النظامية المتمثلة في إحضار استمارة الكشف، وصورة من الهوية، كون الطفلة في العقد الأول من العمر، وحتى يتم استكمال الإجراءات اللازمة من قبل المستشفى لنقلها إلى مستشفى الولادة والأطفال بمكةالمكرمة، إلا أن ذويها لم يستكملوا الإجراءات النظامية، وإثر ذلك تم تكفين الطفلة المتوفاة، ونقلها إلى الغرفة المخصصة للكشف على الوفيات والمجاورة لقسم الطوارئ لحين عودة ذويها". وأبان شلبي بأن "المدير المناوب لاحظ أثناء مروره يوم الجمعة 1 / 10 / 1436 وجود رائحة منبعثة من الغرفة التي توجد بها الطفلة المتوفاة، فتم إبلاغ إدارة المستشفى التي باشرت فورا نقل جثة الطفلة إلى ثلاجة المعيصم، وفور ذلك وجه مدير عام الشئون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور مصطفى بلجون بتشكيل لجنة عاجلة مكونة من إدارة المستشفيات بالمنطقة، والطوارئ والأزمات، والطب الشرعي، والجودة والرقابة الداخلية، والشؤون القانونية، والمتابعة الفنية للتحقيق في الواقعة، وتحديد مسؤولية كل من له علاقة بها، لمساءلة ومحاسبة المقصرين، وتم إبلاغ الجهات المعنية بذلك". وأكد أنه "بناء على ما ورد في محضر اللجنة من توصيات تقرر إعفاء كل من مدير المستشفى، ومدير الخدمات الطبية، ومدير الخدمات المساندة، ومدير قسم الطواري، مع إحالة جميع الممارسين الصحيين الذين ثبت تقصيرهم في الرقابة والإشراف إلى لجنة النظر في مخالفات نظام مزاولة المهن الصحية ولائحته التنفيذية، لإصدار العقوبات اللازمة بحقهم في المسؤولية المدنية والجزائية والتأديبية، المنصوص عليها وفقا للنظام، إضافة إلي معاقبة كل من ثبتت مسؤوليته ممن لا يخضع لنظام مزاولة المهن الصحية وفقا للجزاءات المقررة نظاماً". وأفاد شلبي بأنه "تم إنهاء جميع الإجراءات النظامية مع الجهات المعنية المتعلقة بجثمان المتوفاة وتم دفنها"، مشيرا إلى أن المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة اتخذت كل الإجراءات والتدابير التي تضمن عدم تكرار ما حدث من خطأ مستقبلا، مؤكدة حرصها والتزامها بتطبيق كل الأنظمة واللوائح، وأنها لن تتهاون في اتخاذ أي إجراء يحفظ حقوق وكرامة المريض الشخصية والرقي بالخدمات المقدمة له. وكانت "الوطن" قد تابعت القضية ونشرت أمس تقريرا بعنوان "حقوق الإنسان تدخل على خط قضية تعفن جثة زهرة"، أوضحت فيه تكليف عضو جمعية حقوق الإنسان بمكةالمكرمة الدكتور محمد السهلي للتحقيق في القضية.