أصبح الطريق أمام رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشال بلاتيني سالكا لخلافة السويسري جوزيف بلاتر في رئاسة الاتحاد الدولي، ولكن يتعين عليه اتخاذ قراره بسرعة بشأن خوض الانتخابات من عدمه. وكان رئيس الاتحاد الأوروبي أعلن الصيف الماضي أنه لن يترشح لمنافسة بلاتر في انتخابات رئاسة الفيفا، معتبرا أنه لم يكمل مهمته القارية بعد، وأن أمامه الكثير من الأمور التي يجب تنفيذها، وحمل بشدة على العجوز السويسري بسبب تنكر الأخير لوعده بالترشح مجددا بعد أن كان أكد أن انتخابات 2011 هي الأخيرة له. وحددت اللجنة التنفيذية للفيفا أول من أمس السادس والعشرين من فبراير 2016 المقبل موعدا للجمعية العمومية غير العادية لانتخاب رئيس جديد خلفا لبلاتر، الذي قدم استقالته من رئاسة الفيفا بشكل مفاجئ في الثاني من يونيو الماضي بعد أربعة أيام على فوزه بولاية خامسة على التوالي تحت وطأة فضائح الفساد المتتالية، ودعا إلى جمعية عمومية غير عادية لانتخاب رئيس جديد. واتجهت الأنظار فور تحديد الموعد الجديد للانتخابات نحو بلاتيني باعتباره المرشح الأبرز أو الأوفر حظا، لكن الفرنسي لم يتخذ قراره بعد. وأكد مصدر مقرب من الفرنسي أن الأخير يدرس جديا الترشح وأنه سيتخذ قراره في غضون أسبوعين، وأنه يدرس الترشح للانتخابات بعد تلقيه دعما شفهيا من أربعة اتحادات قارية من أصل ستة، وأشار إلى أن الاتحادات الأربعة هي أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية والكونكاكاف. وتضم الجمعية العمومية للفيفا 209 اتحادات موزعة على الشكل التالي: أوروبا تضم 54 عضوا لكن جبل طارق لا تستطيع التصويت لأن الفيفا لم يعترف بها رسميا، أفريقيا (54)، آسيا (46)، الكونكاكاف (35)، أوقيانيا (11)، وأميركا الجنوبية (10 أصوات). وبين المصدر أن بلاتيني يدرك أنه يتعين عليه اتخاذ قراره بسرعة لإغلاق الباب على مرشحين آخرين محتملين. وفي حال قرر عدم الترشح فإنه سيعلن المرشح الذي سيدعمه. وأكد المصدر المقرب من الدولي الفرنسي السابق أن الأخير تلقى اتصالات كثيرة لمعرفة ما إذا كان يريد خوض الانتخابات بقوله "استمع إلى عدد كبير من الأشخاص وقيم كل ما قالوه حول مستقبل الفيفا. لقد تأثر كثيرا بالتعليقات الحارة والدعم الذي حظي به". وبلاتيني هو نائب رئيس الفيفا، وكان مستشارا لبلاتر عام 1998 قبل أن ينفصل عنه. وربما كان بلاتيني (60 عاما) يأمل في إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن، لأن الاتحاد الأوروبي كان يطالب بعقد الجمعية العمومية أواخر العام الحالي، لكن بلاتر نجح في تأخير ذلك إلى 26 فبراير المقبل. وقد يحاول منافسو بلاتيني الاستفادة من إعلان الأخير تصويته لمصلحة استضافة قطر مونديال 2022، خصوصا بعد فتح تحقيق مستقل من قبل القضاء السويسري بشأن مونديال 2018 في روسيا و2022. وبحسب بعض العارفين بكواليس الفيفا، فإن بلاتر لا يزال قادرا على استعمال قنواته والتأثير بطريقة أو بأخرى حتى موعد استقالته. وتمنى بلاتر التوفيق لجميع الذين سيترشحون لخلافته بما فيهم بلاتيني. وتحدثت بعض المصادر عن أن رئيس الاتحاد الألماني وولفجانج نيرسباخ سيخلف بلاتيني في رئاسة الاتحاد الأوروبي في حال انتخب الفرنسي رئيسا للفيفا. وبشأن المرشحين الآخرين فإن النجم الدولي البرازيلي السابق زيكو (62 عاما) هو الوحيد الذي أعلن ترشحه رسميا لرئاسة الفيفا، لكن تنقصه الخبرة على هذا المستوى إذ أمضى معظم فترات مسيرته لاعبا ثم مدربا. أما الأمير علي بن الحسين الذي نال دعما كبيرا من بلاتيني والاتحاد الأوروبي ككل ضد بلاتر فإنه "مستعد" للترشح للانتخابات الجديدة، بحسب ما أكد نائب رئيس الاتحاد الأردني بعد استقالة السويسري مباشرة مطلع يونيو، لكنه قد يقف خلف الفرنسي هذه المرة. وطرحت وسائل الإعلام العالمية أسماء أخرى للرئاسة كالكويتي أحمد الفهد الصباح عضو اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (انوك) الذي دخل حديثا عضوية اللجنة التنفيذية للفيفا، ولكن لم يصدر عنه أي تعليق أو كلام بهذا الشأن، علما بأنه كان من أبرز داعمي بلاتر في الانتخابات الأخيرة، كما أنه يتمتع بعلاقة قوية مع بلاتيني في الوقت ذاته، كما أعلن رئيس الاتحاد الليبيري موسى بيليتي أنه يرغب بتقديم ترشيحه. وهناك مرشحون محتملون أيضا كالأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا أو النجم الفرنسي السابق دافيد جينولا، أو حتى أمين عام الفيفا السابق الفرنسي جيروم شامبين، لكن فرصهم تبدو ضعيفة. ويدرس نائب رئيس الفيفا السابق عن قارة أسيا الكوري الجنوبي تشونج مونج-جون مسألة ترشحه أيضا. وبحسب اللوائح، فان آخر موعد لتقديم طلبات الترشيح سيكون في 26 أكتوبر، أي قبل أربعة أشهر من موعد الانتخابات، وكل طلب ترشيح يجب أن يحصل على دعم خمسة اتحادات وطنية على الأقل.