رست انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على مرشحين فقط كما كان متوقعًا هما الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر ونائبه الأمير الأردني علي بن الحسين. وانسحب امس الاول المرشحان الاوروبيان الهولندي ميكايل فان براغ والدولي البرتغالي السابق لويس فيجو. وتجري الانتخابات في الجمعية العمومية للفيفا بزيوريخ في 29 الجاري، ومن المتوقع أن يشارك فيها 209 اتحادات وطنية. وكان المرشحون الثلاثة ضد بلاتر ينطلقون من قاعدة الأصوات الأوروبية إلى حد كبير، ولذلك ألمح رئيس الاتحاد الاوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني قبل فترة الى انه يعمل على توحيد الجهود بالابقاء على مرشح واحد في مواجهة بلاتر. وبعد تلقي المعسكر المواجه لبلاتر ضربة قوية بعزوف بلاتيني نفسه عن خوض معركة رئاسة الفيفا جاء ترشيح الأمير علي الذي يحظى بدعم أساسي من القارة الاوروبية، ثم اعلن فان براغ ترشحه وتبعه فيجو. لكن المرشحين الثلاثة لم يحصلوا على الدعم المطلوب والواضح من الجمعيات العمومية للاتحادات القارية في الاشهر الثلاثة الماضية، فباستثناء الجمعية العمومية للاتحاد الاوروبي التي شكلت منصة مهمة للهجوم على بلاتر، جاءت اجتماعات الكونكاكاف وامريكا الجنوبية واوقيانيا وأفريقيا وأخيرًا آسيا لتصب في مصلحة بلاتر لتولي المهمة لولاية خامسة على التوالي برغم تقدمه في السن حيث يبلغ التاسعة والسبعين. وشكّل تصريح فان براغ دلالة واضحة على ان الهدف هو خوص المعركة بمرشح واحد لمنافسة بلاتر بقوله في بيان له: «بعد كثير من المشاورات والتفكير مع مختلف الاشخاص المعنيين، قررت سحب ترشيحي لرئاسة الفيفا ودعم ترشيح الأمير علي بن الحسين». ثم عقب بعد انسحاب فيجو قائلًا: إن الأمير علي هو «أفضل مرشح» لمنع إعادة انتخاب بلاتر لرئاسة الفيفا. وشرح فان براغ لاحقًا في مؤتمر صحافي بعد ذلك «مرشح أجد لديه فرص أفضل للفوز بالانتخاب، وأعتقد أن الأمير علي هو أفضل مرشح والاكثر قدرة على حشد الاصوات لتحدي جوزيف بلاتر». وأشار فان براغ (67 عامًا) إلى أنه يتمنى اقناع الدول التي وعدته بالتصويت لصالحه، بمنح أصواتها إلى الأمير علي (39 عامًا). وبعد ساعات قليلة فقط من انسحاب فان براغ اتخذ فيجو (42 عامًا) نجم برشلونة وريال مدريد الإسبانيين وانتر ميلان الايطالي سابقًا قرارًا مماثلًا برغم بيان له في اليوم السابق يؤكد استمراره في المعركة وبأنه مرشح مستقل. وقال فيجو في بيان له على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي: «اتخذت قراري، لن اشارك في انتخابات رئاسة الفيفا»، شاكرًا جميع الذين دعموا ترشيحه. وتابع «هذه العملية الانتخابية هي كل شيء الا ان تكون انتخابات. انها استفتاء هدفه تسليم السلطة المطلقة الى شخص، وهذا ما ارفض ان اسير فيه». واضاف "هل من الطبيعي ان تجري انتخابات احدى المنظمات الاكثر اهمية على هذا الكوكب من دون نقاش عام؟ هل من الطبيعي الا يجهد احد المرشحين نفسه في تقديم برنامج؟». لكن رئيس الاتحاد الاردني يواجه معضلة كبيرة هي انها لا يحظى بالدعم الكافي من قارته.