نجحت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية بالمملكة في تفكيك الجماعات والخلايا الإرهابية منذ عقود حتى أصبحت مضرب المثل عالميا في مواجهة الإرهاب عبر العمليات الوقائية والاستباقية التي تكشف الخطط قبل تنفيذها، ما حدا بتنظيم داعش الإرهابي إلى الاعتماد على ما يسمى بعمليات "الذئب المنفرد" التي تعتمد على خلايا صغيرة جدا لا يتجاوز عدد أعضائها اثنين، لإثارة الفتنة الطائفية، واستهداف رجال الأمن. الجماعات الإرهابية بات من اليقين لديها أن العمل بطريقة المجموعات بات فاشلا في المملكة بسبب الضربات الموجعة التي تلقتها التنظيمات الإرهابية من قبل رجال الأمن، ما دفعها إلى تلك العمليات المنفردة، إلا أن بيان الداخلية أمس حمل معلومات مفادها بالقبض على خلايا إرهابية تعتمد هذا الأسلوب، ما يؤكد أن أي محاولات إرهابية حتى ولو كانت خلايا صغيرة، ستكون تحت مجهر القوات الأمنية، وستواجه الفشل ذاته الذي واجهه العمل الإرهابي الجماعي سابقا. وبالرغم من التعقيدات والصعوبة التي تواجهها الأجهزة الأمنية في تتبع أفراد وخلايا "الذئب المنفرد" لأنها تعمل بشكل منفرد وبعيدة عن الارتباط بالتنظيمات من حيث التواصل، إلا أن رجال الأمن كانوا لمثل هذه الخلايا بالمرصاد. عمليات الذئب المنفرد التي تركز الجماعات الإرهابية عليها حاليا تستهدف استمالة أشخاص لا يمكن التنبؤ بهم أو تتبعهم لخلو سجلاتهم المدنية من أي ملاحظات أمنية، وتطالبهم بإظهار الولاء لجهات الأمن عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإبعادهم عن الشبهات والاستفادة منهم في تنفيذ الأجندة الإرهابية للجماعة أو الخلية الكبيرة. ويرى خبراء أمنيون أن التنظيمات الإرهابية باتت تعتمد سياسة الخلايا المنفردة لأنها غير مكلفة للتنظيم من جهة، ولا تفقده أيضا عنصرا فاعلا من عناصره من جهة أخرى، كون هذا الذئب هو وسيلة فقط لتحقيق هدف التنظيم، والقبض عليه لا يؤثر في معنويات أعضائها، ونجاحه في تنفيذ المهمة يعدّ عاملا لرفع الروح المعنوية للمتعاطفين مع التنظيم والمنتمين إليه. ويؤكد الخبراء أن عمليات الذئب المنفرد أصبحت المفضلة لدى التنظيمات الإرهابية كونها تتيح لعضو الخلية حرية القرار في تحديد الزمان والمكان والهدف الذي يريد التنظيم تنفيذه، ولا تربطه بالهيكل المباشر لها، وتمنحه حرية اختيار السلاح والأداة لتنفذ جريمته الإرهابية.