وجّه ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام اتهامات لما يعرف بأعضاء «خلية الخالدية» التي كان يتزعمها المطلوب في قائمة ال19 القتيل أحمد الدخيل، بالتخطيط لاستهداف سجن الرويس في جدة وتهريب سجناء منه، وتفجير مواقع أمنية وأبراج اتصالات في العاصمة المقدسة ومحطات كهرباء، وسلب أموال من مصارف. وأكد أن الخلية التي مثُل 10 من أعضائها من أصل 88 أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس، ارتبطت بخلايا إرهابية عدة في السعودية، وشرعت في تسميم خزانات مياه في مجمعات يسكنها أجانب، وحفر خنادق لإيواء منفذي تلك الأعمال. وقدم ممثل «الادعاء العام» لائحة دعوى ضد 71 سعودياً و17 آخرين من 6 دول مختلفة أمام قاضي الجلسة في المحكمة، ذكر فيها أن عناصر الخلية كانوا تحت قيادة أحمد الدخيل الذي فر أثناء المداهمة إلى منطقة القصيم وقتل في مواجهة مع رجال الأمن في مزرعة «غضي» في آب (أغسطس) 2003، مشيراً إلى أن الدخيل كان يلقن عناصر خليته دروساً في كيفية تفجير القنابل اليدوية في حال تعرضوا لمداهمة من رجال الأمن. وأضاف أن الخلية خططت لتفجير مواقع أمنية ومصارف وأبراج اتصالات في العاصمة المقدسة، ومحال فيديو، ومحال أجهزة اللاقط الهوائي المعروفة ب»الدش»، وضرب محطات الكهرباء في جدة، واستغلال فترة انقطاع الكهرباء في سلب الأموال المودعة في المصارف للاستفادة منها في دعمهم مالياً. وأشار إلى أن أعضاء الخلية خططوا لإقامة معسكر تدريب، واختاروا قرية «خلية» القريبة من محافظة رابغ للتدريب على تنفيذ أعمالهم الانتحارية في استهداف سجن الرويس في جدة، بشرط أن يضع المتدرب قناعاًَ أسود على وجهه، ويصطحبه أحد أعضاء الخلية الرئيسيين في طرق مختلفة إلى موقع التدريب، حتى لا يرشد الجهات الأمنية إليه في حال إلقاء القبض عليه. ويكون تدريب العناصر التي تنفذ العمليات على جماعات منفردة، بحيث لا يتعلم المتدرب سوى ما هو مكلف بتنفيذه فقط من العملية، فيما قام أحد عناصر الخلية برسم مخطط (كروكي) يوضح مداخل ومخارج جميع مباني السجن، وأحضر عضواً آخر في التنظيم، أسماء جميع ضباط السجن، لتنفيذ عملية اغتيالهم، وجرت معاينة الموقع مع أحد المتهمين وإحضار كيسي نوم، وجاكيت عسكري وسترة واقية من الرصاص. وأكد أن المخطط الذي عمل عليه أحد المتهمين الذين مثلوا أمام المحكمة أمس، اشتمل خلال اجتماعه مع آخرين في القضية، على دخول شخصين أو أكثر يحملون بطاقات زيارة لأقارب لهم داخل السجن، بحيث يتم تفخيخ سيارة بمتفجرات بسيطة لتفجير أحد أسوار السجن، على أن تكون بعيدة عن البوابة لإشغال حراسات السجن، فيما يتمكن الزائران من الدخول قبل عملية التفجير وفتح البوابات لمجموعة أخرى مسلحة، تدخل بدرجات نارية، وتقتحم السجن لقتل الضباط والعاملين والفرار بالسجناء إلى موقع المعسكر التدريبي. وذكر ممثل «الادعاء العام» أن أحد المتهمين اشترك في تشريك «شقة الخالدية» بالمتفجرات وتوصيلها بأسلاك كهربائية قرب بابي الشقة، بغرض تفجير كل من يحاول الدخول إليها من رجال الأمن. وكان مالك العمارة ذكر في حديث سابق للتلفزيون السعودي أنه شاهد أشخاصاً معهم نساء يدخلون البناية في طريقهم إلى الشقة، وآخرين يحملون على رؤوسهم صحوناً كبيرة مغلفة بالقصدير، على هيئة أطباق الرز التي تقدم في المحافل الاجتماعية. ولفت ممثل «الادعاء العام» إلى أن أعضاء «شقة الخالدية» ارتبطوا مع عناصر أخرى من خلايا إرهابية تتبع لتنظيم «القاعدة»، إذ اشترك أحد المتهمين في ربط الخلايا الإرهابية مع بعضها داخل البلاد، عبر السفر مع عدد من أفراد التنظيم إلى مدينة الرياض، ومقابلة زعماء خلايا إرهابية من بينهم المطلوب في قائمة ال19 تركي الدندني، بقصد توحيد العمل للإخلال بأمن البلاد، وتنفيذ مخططاتهم، فيما تسلم أحد المتهمين في الخلية رخص قيادة مزورة من قيادي في التنظيم والمتهم ال12 في خلية ال85 بعد أن قاوم رجال الأمن بالسلاح خلال مداهمة شقق «الروشن» في الرياض. وأضاف أن أعضاء «الخلية» شرعوا في عمليات انتحارية ضد المستأمنين والمعاهدين ورجال الأمن، واشترك أحد المتهمين في خلية «شقة الخالدية» مع المسؤول العسكري عن العمليات «القاعدة» في المملكة (سلم نفسه للجهات الأمنية في 2004) في إخفاء شخصين من الجنسية اليمنية، ممن اتهموا بأحد حوادث التفجير في اليمن، كما تستر متهم آخر على أحد قيادات التنظيم (قبض عليه خلال تفتيش منزله، وقتل حينها والده وخمسة من رجال الأمن في 2003)، ومقابلة الأخير زعيم الخلية أحمد الدخيل، وإيصال المتستر إلى الحرم المكي عبر طرق فرعية خشية القبض عليهم وكشف مخططاتهم الإجرامية. وتطرق ممثل «الادعاء العام» إلى أن «الخلية» رصدت 52 موقعاً أحدها سكن يقطنه مجموعة من الجنسية الأميركية في القاعدة الجوية بالطائف، بقصد تفجيره، فيما تابع أحد قادة التنظيم قرية ندى السكنية ومجمع شربتلي في جدة، للقيام بعمليات انتحارية ضد هذين المجمعين لوجود مستأمنين ومعاهدين بداخلهما، كما شرع متهم آخر في تسميم خزانات المياه في مجمعات سكنية يقطنها عدد من المستأمنين والمعاهدين من الجنسية الأميركية كوسيلة فعالة لقتلهم. وأشار إلى أن أحد المتهمين شرع في السطو على مصارف داخل المملكة، للاستفادة من أموالها في تقوية الجانب المالي لدعم العمليات الإرهابية بالاتفاق مع أحد قادة التنظيم في الخلية الذي تلقى رواتب شهرية من قيادي في الخلايا الإرهابية الأخرى نظير خدمته لأعمال التنظيم. وأكد أن أحد المتهمين اشترك مع أحد قياديي «شقة الخالدية» عبدالحميد التراوري (قتل أثناء المواجهة الأمنية في الشقة نفسها) على إيجاد بديل عن مسؤول العمليات العسكرية في المملكة بعد القبض عليه، وتم تعين شخص آخر (سلم نفسه للسلطات الأمنية في 2004)، واشترك في إعادة هيكلة التنظيم الإرهابي بعد القبض على المسؤول العسكري، بتكوين مجلس شرعي يضم عدداً ممن يحملون الكراهية ضد البلاد، على أن تكون مهمته استئجار أوكار إرهابية داخل المملكة، لتدريب أعضاء التنظيم وإيواء المطلوبين منهم، والترتيب والتخطيط للعمليات الانتحارية، التي تستهدف المستأمنين والمعاهدين في دول الخليج. وأضاف أن متهمين في الخلية تبنوا عملية استهداف اثنين من كبار رجالات الدولة، واختطاف أحد المسؤولين، واستعد عناصر خلية «شقة الخالدية» لقتل امرأة زعموا أنها ترشد الجهات الأمنية إلى عناصر تنظيم «القاعدة»، إلا أن هذه المرأة توفيت منذ أعوام.