في تجسيد للانهيار الحوثي وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، عقب تحرير محافظة عدن، وما تضمنه من فرار واستسلام المئات منهم إثر هجمات المقاومة الشعبية وقوات الجيش، توالت أمس الانشقاقات وتراشق الاتهامات بين قيادات الحركة المتمردة، فيما أصيبت ميليشياتها بالجنون مرتكبة عددا من المجازر في حق المدنيين قبل الهرب من عدن. وشن عضو مجلس الحركة السابق علي البخيتي هجوما عنيفا على ممارساتها السيئة، متهما إياها بالفساد المالي وتدمير موارد اليمن، بينما تبرأ رئيس الاتحاد الوطني لقبائل بكيل الشيخ أحمد شُريف من الارتباط بحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يترأسه صالح، وقال "إنه منذ اليوم الأول للأزمة الذي عصفت بالبلاد وهو يحذر من ممارسات المخلوع وزمرته التي تجر البلاد إلى الهاوية". وكان رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح أعلن أمس "تحرير عدن" من أيدي المتمردين، لافتا إلى أن تحرير المحافظة "خطوة أولى لتحرير واستعادة المحافظات كافة" من أيدي الحوثيين. من ناحية ثانية، تمكنت المقاومة الشعبية في كريتر من اعتقال قيادي حوثي وعدد من العسكريين المنتمين للجماعة، فيما استمرت عمليات المقاومة لفرض كامل سيطرتها على عدن، كما واصلت مقاتلات التحالف العربي غاراتها على بعض المواقع التي يتحصن بها الحوثيون. إلى ذلك، تمكن جنودنا المرابطون على الحدود الجنوبية أمس وفي أول أيام عيد الفطر، من صد محاولات تسلل عبر الحدود من عناصر ميليشيات الحوثي، ونجحوا في تدمير وقصف مواقع تجمعات العصابات المتمردة في عدد من المواقع الحدودية. بعد أيام قليلة من انطلاق عملية "السهم الذهبي" لاستعادة محافظة عدن من قبضة المتمردين الحوثيين، أعلن رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح من الرياض أمس "تحرير عدن" من أيدي جماعة الحوثي الانقلابية وحلفائها من فلول المخلوع علي عبدالله صالح . وكتب بحاح على صفحته على موقع فيسبوك إن "الحكومة تعلن تحرير محافظة عدن في أول أيام عيد الفطر المبارك"، وذلك بعد تراجع كبير للمتمردين الحوثيين وحلفائهم أمام تقدم "المقاومة الشعبية". وأكد بحاح أن تحرير عدن "خطوة أولى لتحرير واستعادة المحافظات كافة" من أيدي الحوثيين، موضحا أن الحكومة "ستعكف على تطبيع الحياة في عدن وسائر المدن المحررة" مشيرا إلى أن "عدن ستكون منطقة مركزية لاستقبال الإغاثة". وكان مقاتلو "المقاومة الشعبية" والجيش شنوا الثلاثاء الماضي عملية "السهم الذهبي" بدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لإخراج الحوثيين المدعومين من إيران من عدن بعد أكثر من ثلاثة أشهر من سيطرتهم عليها، فيما أشاد الرئيس عبد ربه منصور هادي ب"الصمود الأسطوري" لإنصاره في عدن، مؤكدا أنه "من عدن سنستعيد اليمن". يأتي ذلك في وقت شهدت فيه عملية "السهم الذهبي" أمس، استكمال وحدات المقاومة الشعبية والجيش سيطرتها الكاملة على مديريتي المعلا وكريتر في عدن، وأشارت مصادر داخل المقاومة إلى أن أعدادا كبيرة من الحوثيين وقوات صالح استسلمت للثوار الذين واصلوا حصارهم لفلول الحوثيين وصالح في مدينة التواهي بعدن. وقال مصدر داخل المقاومة إن عشرات من الحوثيين سقطوا بين قتيل وجريح في المعركة التي سيطرت المقاومة خلالها على المعلا، وأضاف أن المقاومة سيطرت أيضا بالكامل على كريتر بعد دخولها من جهة منطقة العقبة، مشيرا إلى أن 24 حوثيا سلموا أنفسهم لشباب المقاومة. وقال قائد معركة تحرير عدن العميد عبدالله الصبيحي إن عدد الذين سلموا أنفسهم خلال الفترة الماضية بلغ حتى الأمس أكثر من 120 حوثيا. وفي سياق متصل، قال مصدر داخل المقاومة الشعبية إن 34 مقاتلا من الحوثيين قتلوا أثناء المعارك التي دارت أمس، كما تم تحرير 22 عنصرا من المقاومة كانوا محتجزين في مبنى القنصلية الصينية بحي خور مكسر. وفي مناطق حجر والقبة بمحافظة الضالع، لقي ما لا يقل عن عشرة من الحوثيين وقوات صالح مصرعهم، وأصيب 15 آخرون في هجمات شنتها المقاومة الشعبية على مواقعهم. كما تحدثت وسائل إعلام عن تمشيط واسع للمقاومة الجنوبية للأحياء في كريتر، وأسر عدد كبير منهم وقتل عدد آخر لم يقبلوا بالتسليم. أظهرت لقطات مصورة بثها عدد من الثوار أفرادا من الحوثيين الأسرى. في غضون ذلك، واصلت مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة غاراتها على مواقع الحوثيين عند المدخلين الشمالي والشرقي لعدن، وعلى المناطق التي كانوا يتحصنون فيها بأحياء كريتر والتواهي والمعلا. كما شنت المقاتلات ثماني غارات جوية على تجمعات الحوثي والرئيس المخلوع في منطقة الوهط الواقعة بين محافظتي لحج وعدنجنوب اليمن. كما قصفت الطائرات تعزيزات عسكرية للحوثيين على مشارف عدن كانت قادمة من محافظة البيضاء بوسط البلاد إلى عدن بحسب مصادر عسكرية. وأكدت مصادر محلية أن الغارات أسفرت عن مقتل عشرات الحوثيين، شوهدت جثث بعضهم مرمية على الطريق العام، فيما هرب آخرون إلى منطقة صبر القريبة من الحوطة عاصمة محافظة لحج. وفي إقليم آزال، قالت المقاومة الشعبية إنها قتلت 26 مسلحا من جماعة الحوثي، في عمليتين نوعيتين نفذتهما أمس، وسط العاصمة صنعاء. وعلى صعيد العاصمة صنعاء، قالت مصادر في المقاومة إنها شنت هجوما استهدف البوابة الشرقية لجامعة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، وهي البوابة المطلة على ساحة التغيير، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 11 من عناصر الحوثي وإصابة آخرين. .. واعتقال قيادات في ميليشيات الإرهابيين بكريتر تمكنت المقاومة الشعبية في كريتر من اعتقال القيادي الحوثي حسين قناص، برفقة ثلاثة ضباط برتبة عميد وخمسة برتبة عقيد وثلاثة ملازم ونقيب ورائد، يعتبرون من أخطر العناصر داخل الحرس الجمهوري، وأشارت مصادر داخل المقاومة الشعبية إلى أن العناصر التي تم إيقافها تعتبر من قيادات التمرد التي تلطخت أيديها بدماء المدنيين في عدن، وأن التحقيق معهم تم فور اعتقالهم. وأضافت المصادر أن التحقيقات كشفت عن معلومات بالغة الأهمية ستستفيد منها المقاومة في اعتقال كثير من القناصة الذين تسببوا في قتل كثير من الثوار. قال قناص للمقاومة أثناء التحقيق إنه تعرض للخداع من عبدالملك الحوثي. في سياق متصل، قتل عشرة من المسلحين الحوثيين بينهم قيادي ميداني عصر أمس، في كمين للمقاومة الشعبية بمحافظة أبين جنوب اليمن. وقال مصدر محلي إن الثوار استهدفوا طقما عسكريا في منطقة لودر، ما أدى إلى مقتل 15 مسلحا، بينهم قيادي يدعى السفياني. وتحتدم المعارك في اليمن بين المولين للرئيس عبدربه منصور هادي من جهة، والمتمردين الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على اليمن بالتحالف مع أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح.