يستخدم السعوديون مواقع التواصل الاجتماعي لتتبع أخبار تحري هلال شوال، بعد عقود من تحلقهم أمام شاشات التلفزيون، وحملهم أجهزة المذياع لمعرفة حلول عيد الفطر فور إعلانه من الجهات الرسمية، وذلك بعد أن أصبحت التقنية واقعا لا يمكن إنكاره، ووصول عدد مستخدمي الإنترنت في المنطقة العربية إلى 135 مليون مستخدم، منهم أكثر من 71 مليون شخص يستخدمون الإعلام الاجتماعي بفاعلية. فبعد سنوات طويلة كان التلفزيون في الحواضر والمذياع في البادية وسيلتين أساسيتين لها لمعرفة إعلان العيد، تصدرت الأجهزة الذكية، ومواقع التواصل الاجتماعي الأمر، وأصبحت الوسائل المثلى لذلك، كونها الأسرع في نقل الخبر وتداوله. يقول نائب رئيس المجلس البلدي بجبه بدر الرمالي إن "مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الوسيلة المفضلة لتتبع أخبار تحري هلال شوال، وذلك بعدما أقصت التقنية الحديثة وسائل الإعلام التقليدية كالتلفزيون والمذياع". وأضاف أن "هذه المواقع تتميز بسرعة نقل الخبر في لحظته، حتى أنها أصبحت مصدرا من مصادر المعلومات لوسائل الإعلام المختلفة، ومن بينها الفضائيات ووكالات الأنباء"، مشيرا إلى إنها لا تحتاج التحلق أمام شاشة التلفزيون أو الانصات لصوت المذياع، بل يحملها المستخدم في جيبه، ويطالعها وهو يتحرك . وأوضح الرمالي أن "التلفزيون والمذياع، كان لهما وجود وحضور بشكل رئيس قديما، فقد كانا وسيلتي الإعلام الوحيدتين، وكان الجميع ينتظرون أمامهما من قبل مغرب اليوم الأخير من رمضان حتى تعلن الأجهزة الرسمية حلول العيد". وقال إن "البدو الرحل كانوا قديما يجتمعون عند أحد موارد المياه في 29 من رمضان للصلاة، ويكلف أحدهم برصد موجات الإذاعة للتثبت من رؤية هلال شوال وإعلان العيد، وعادة لا يكون الإرسال واضحا إلا بعيد المغرب، وغالبا ما كان يستمع لخبر العيد إلا شخص واحد، فيركض لإعلانه في النزل وهو مكان تجمع البدو". وأشار الرمالي إلى إن "أهالي منطقة حائل ما زالوا يحافظون على عادات وتقاليد خاصة في العيد كانت سائدة في الماضي، ويتم إحياؤها سنويا، وفي مقدمتها تجمع سكان الحي في موقع محدد صباح العيد، لتبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة، حيث يحرص كل ساكن على إحضار وليمة، وبعد صلاة العيد يعودون للنزل، وتقسم الولائم، إذ يكون الفطور عند عائلة تقدم حميس اللحم والخبز على نار الحطب، والغداء عند أخرى، والعشاء عند ثالثة، ويقدم التمر المبسوس وهو خليطة يجمع السمن العربي وثمار شجرة "السمح وهو نبات صحراوي كحلوى للمعايدين، ويلقي الشعراء قصائدهم، ويتحدث الراوية عن قصص وحوادث قديمة، كما تطرح الألغاز شعبية على الحضور". وكانت دراسة أعدتها الباحثة بقسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة المنصورة نهى عبدالمعطي توصلت إلى احتلال مواقع التواصل الاجتماعي المرتبة الأولى بنسبة 71,3% في مصادر الحصول على الأخبار. وأظهرت الدراسة توجها إيجابيا نحو توظيف المؤسسات الإعلامية للمواطن الصحفي كأحد أدواتها، باعتباره مصدرا جديدا للأخبار بنسبة 46,3%، ومكسبا لمهنة الصحافة بنسبة 21,8%. وأوضحت دراسة أخرى أجراها برنامج "الحوكمة والابتكار" في كلية دبي للإدارة الحكومية وجود ما يقارب 3 مليارات شخص حول العالم يستخدمون الإنترنت، و7 مليارات اشتراك للهواتف الذكية، وأكثر من 135 مليون مستخدم للإنترنت في المنطقة، بمعدل نمو وسطي يقارب 30% سنويا، منهم أكثر من 71 مليون شخص يستخدمون الإعلام الاجتماعي بفاعلية. وأكدت الدراسة أن كثرة تقنيات التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار خلقت آفاقا جديدة للحكومات والأعمال التجارية والمجتمعات، وجعلت الإنترنت عاملا رئيسا في إعادة صياغة المجتمعات والاقتصادات في المنطقة العربية.