يحرص كثير من المدخنين على انتهاز الفرصة خلال شهر رمضان للإقلاع عن التدخين، مع تنوع الخيارات، فمنهم من ينخرط في برامج رياضية يومية، والآخر يلجأ لنشاطات ترفيهية، وآخرون يطرقون أبواب العيادات الطبية لمساعدتهم في الإقلاع عن التدخين. وكشف تقرير أصدرته وزارة الصحة أن "عدد المراجعين لعيادات مكافحة التدخين بالمملكة خلال 20 يوما من رمضان بلغ 910 مراجعين، فيما بين عيادات متنقلة وثابتة، إذ كانت نسبة الرجال 97% من نسبة المراجعين بواقع 880 مراجع، بينما كانت نسبة النساء 3% بواقع 30 مراجعة. ومن واقع استمارات المراجعين، كشف التقرير أن "الأسباب المؤدية إلى التدخين متفاوتة، إذ كان تأثير الأصدقاء السبب الأعلى بنسبة 66%، بينما كان التوتر ثانيا بنسبة 11%، وكان التقليد ثالثا بنسبة 7%، بينما حل رابعا تأثير أفراد العائلة بنسبة 7%، فيما مثلت الإعلانات 2% من الأسباب المؤدية إلى التدخين". وأوضح التقرير أن "النسبة الأعلى للمراجعين كانوا يستخدمون السجائر بمعدل 83% من النسبة الكلية للمراجعين، يليها المستخدمون للشيشة بنسبة 13%، بينما بلغ عدد المراجعين المستخدمين للتبغ غير المدخن 3%". وحول الحافز للإقلاع عن التدخين، أبان التقرير أن "61% من المراجعين سعوا للإقلاع بحثا عن الصحة، بينما 14% كان دافعهم هو الدين، و13% دفعتهم مطالب العائلة لذلك، في الوقت الذي سعى 4% للإقلاع لحب الحياة" من جهته، قال المشرف العام على "برنامج مكافحة التدخين"، والأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة التبغ الدكتور علي الوادعي ل"الوطن"، إن "عيادات الإقلاع عن التدخين توفر مجموعة متكاملة من الخدمات التوعوية، والاستشارات الطبية، والخدمات العلاجية التي تقدم مجانا للمدخنين من الجنسين، لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين". وأضاف أن "وزارة الصحة تعمل حاليا على استحداث عيادات أخرى بنوعيها الثابتة والمتنقلة، وذلك في إطار التوجه الإستراتيجي الجديد لبرنامج مكافحة التدخين الذي يعتمد على المبادرة بالوصول إلى المدخنين في أماكن وجودهم، وعدم الاكتفاء بالعيادات الثابتة المنتشرة في مناطق المملكة كافة، والتوعية بأضرار التدخين لدى جميع شرائح المجتمع سواء كانوا مدخنين أو مخالطين، أو غير مدخنين". وعن آليات التعامل مع المراجعين، أوضح الدكتور الوادعي أن "المدخنين نعمل على توعيتهم بآثار التدخين، وطرق العلاج من إدمان النيكوتين، وكذلك توعية المخالطين بأضرار التعاطي السلبي الذي لا يقل خطرا عن الفعلي، وحقهم في الحصول على هواء نقي، أما غير المدخنين فنبين لهم الآثار المترتبة على التدخين سواء الصحية أو الاجتماعية وغيرها في محاوله لحمايتهم من هذه الآفة، وبالذات صغار السن". وأكد المشرف العام على "برنامج مكافحة التدخين" أنه "بالرغم من أهمية الإرادة في الإقلاع عن التدخين، إلا أنها لا تكفي، فمعظم المدخنين في حاجة إلى برامج متكاملة تقدم الدعم السلوكي والصحي والنفسي، إضافة إلى وجود العقارات الدوائية الحديثة الخالية من النيكوتين التي تساعد من لديهم الرغبة في الإقلاع".