وليد ابو مرشد في إطار جهودها المبذولة للحد من انتشار التدخين وما يسببه من أمراض خطيرة على الصحة العامة تؤدي إلى الوفاة، دشنت وزارة الصحة أول عيادة متنقلة لمكافحة التدخين بالمملكة في رد سي مول بمدينة جدة. وتوفر العيادة مجموعة متكاملة من الخدمات التوعوية والاستشارات الطبية والخدمات العلاجية التي تقدم مجاناً للمدخنين من الجنسين لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين، حيث يتم استقبال المراجعين بمحطة الاستقبال المخصصة وتسجيل بياناتهم التي يتم التعامل معها بمنتهى السرية، ثم توجيه المدخن إلى محطة التمريض لقياس العلامات الحيوية مثل النبض الحرارة وضغط الدم، بعدها يدخل إلى واحدة من ثلاث عيادات يتواجد بها أطباء متخصصون، للفحص وتقديم المشورة الطبية، ثم وصف وصرف البرنامج العلاجي المناسب وفقاً لحالة كل مراجع على حدة، كما يوجد بالعيادة قسم للعلاج الجماعي Group Therapy ويدعم العيادة أيضاً مركز اتصال يقوم بالاتصال الدوري بالمراجعين ومتابعة تطور حالتهم وتوجيههم لكيفية استكمال البرنامج العلاج والحصول عليه. وبهذه المناسبة قال الدكتور علي الوادعي، المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة، إن تدشين هذه العيادة يأتي في إطار التوجه الاستراتيجي الجديد لبرنامج مكافحة التدخين والذي يعتمد على المبادرة بالوصول إلى المدخنين في أماكن تواجدهم وعدم الاكتفاء بالعيادات الثابتة المنتشرة في كافة مناطقة المملكة، وأكد الوادعي أن هذه العيادة بمفهومها الجديد ليست مجرد حملة محددة المدة الزمنية، بل إنها ستكون نواة لعيادات مماثلة أخرى تتنقل في كافة أنحاء المملكة وبصفة مستمرة، مضيفاً إلى أنه تأسيساً لمبدأ الشراكة المجتمعية فقد تم تدريب 120 متطوعاً من طلبة وطالبات أربع من كليات الطب بالمملكة للمشاركة في تقديم التوعية وإرشاد مراجعي العيادة من المدخنين. وقال الوادعي إن غياب الدراسات الإحصائية الموثقة عن التدخين بالمملكة يمثل تحدياً كبيراً، موضحاً أن وزارة الصحة بصدد تنفيذ ست دراسات خلال العام الحالي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تساعد على الوصول إلى حجم مشكلة التدخين بشكل أوضح، علماً بأن بعض الدراسات المحلية تشير إلى أن نحو 30 بالمائة من سكان المملكة مدخنون وهي نسبة مرتفعة تتطلب الانتباه والتحرك من خلال محاور متعددة مع التنسيق والتعاون الكامل بين تضافر كافة الجهات لمحاصرة هذه المشكلة والحد من انتشارها. جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية تصنف التدخين على أنه إدمان وليس عادة نظراً لتحوله إلى أولوية في حياة المدخن مع الظهور السريع للأعراض الانسحابية للنيكوتين عند محاولة الاقلاع عن التدخين مثل الصداع وعدم انتظام النوم والاحباط والاحساس العام بعدم الرضا والنزوع للانعزال والاكتئاب وأخيراً الحنين للتدخين الذي يعد أحد أهم الأسباب المؤدية إلى الوفاة، حيث قدرت أعداد الوفيات الناتجة عن الامراض المرتبطة بالتدخين بالمملكة الى حوالي 30,000 خلال عام 2008م، وذلك وفقاً لتقارير اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين بالمملكة، في حين يتجاوز هذا العدد 5 ملايين سنوياً على مستوى العالم. وعن التحديات الأخرى التي تواجه برنامج مكافحة التدخين، أشار الوادعي إلى عزوف النساء من المدخنات عن البحث عن علاج إدمان النيكوتين والتوقف عن التدخين نتيجة بعض العوامل الاجتماعية، وهو الأمر الذي تساعد العيادة المتنقلة على حله والتغلب عليه، حيث تشهد العيادة إقبالاً كبيراً لاسيما بين النساء نظراً لما توفره لهن من خصوصية. وأضاف الوادعي حديثه بالتأكيد على أنه بالرغم من أهمية الإرادة والعزيمة في الإقلاع عن التدخين إلا انها لا تكفي وحدها، بل إن معظم المدخنين بحاجة إلى برامج متكاملة تقدم الدعم السلوكي والصحي والنفسي للمدخن بالإضافة إلى توافر العقارات الدوائية الحديثة الخالية من النيكوتين التي تساعد من لديهم الرغبة في الإقلاع عن التدخين، مؤكداً أيضاً على أهمية سن التشريعات لمنع التدخين في الأماكن العام