من يشعل التنافس بين شعراء جازانوالأحساء، الأندية الأدبية أم البيئة؟. هذا التساؤل الذي برز بوضوح بعد فوز الشاعر حسن طواشي بجائزة شباب عكاظ في الدورة التاسعة للسوق، لتسجل الجائزة حضورا في جازان موازيا لحضورها في الأحساء، فما إن تحط رحالها في الأحساء إلا ويخطفها شاعر من جازان، وذلك منذ استحداثها في دورة السوق الثالثة للسوق، إذ فاز فيها من الأحساء 3 شعراء هم: ناجي حرابه وحيدر العبدالله وعلي الدندن، ومن جازان أحمد القيسي وإياد حكمي وحسن طواشي. رئيس نادي الأحساء الأدبي الثقافي الدكتور ظافر الشهري اعترف بحجم المنافسة ووعد بأن تتسع دائرتها بين الشباب لتشمل الشاعرات، متمنيا أن تعود الجائزة في العام المقبل إلى الأحساء، وأن تكون من نصيب شاعرة. وإجابة على سؤال، لماذا الأحساء تنافس بقوة ؟، قال الشهري "الأحساء بيئة ثقافية شاعرية من العصر الجاهلي، وزادها وهجا وجود النادي الأدبي الذي أفسح المجال للشعراء الشباب، ودعمهم من خلال تبني أعمالهم وطباعتها"، مشيرا إلى أن النادي تبنى طباعة ديوان الشاعر ناجي حرابه قبل أن يفوز بجائزة شاعر شباب عكاظ، ودعا الشاعر حيدر العبد الله لطباعة ديوانه فور فوزه إلا أن انشغاله بالدراسة خارجيا أجل الموضوع، ثم إن النادي أول مؤسسة ثقافية سعودية قامت بتكريمه بعد فوزه بجائزة أمير الشعراء. وأشار الشهري إلى أن وجود النادي في منطقة ذات بيئة ثقافية أسهم في إبراز المواهب الشابة، مشيرا إلى أن البيئة والنادي كلاهما مؤثران في شباب الأحساء، وقال "يقيم النادي منتدى شهريا للأديبات الواعدات، ونتج عن هذا المنتدى طباعة روايتين، وطباعة عدد من الدواوين الشعرية للشاعرات الواعدات، والنادي رشح هذا العام عددا من قصائد الشعراء والشاعرات لجائزة شباب عكاظ، واختارت اللجنة الشاعر حسن طواشي، وهو يستحق الجائزة عن جدارة. وأبدى الشهري تفاؤله بالحراك الأدبي الذي تشهده المملكة، مبديا طمأنينة كبيرة لما يقدمه نادي الأحساء، قائلا "أمامنا تحديات، ولدينا رسالة وأمانة". من جانبه، قال رئيس نادي جازان الأدبي الثقافي حسن الصلهبي إنه يعزو التنافس الإبداعي بين جازانوالأحساء لطبيعة كل منطقة، حيث تتمتع المنطقتان بتركيبة جغرافية وثقافية متعددة المشارب، تثري الخيال الإبداعي والشعري. وعن دور ناديه، قال "النادي الأدبي لا يصنع مبدعا، لكنه يحتويه ويقدمه للجمهور من خلال الأمسيات الشعرية المتعددة والدورات وطباعة الإصدارات الشعرية والنقدية، وفي نادي جازان تقام ورشة شعرية للشعراء الشباب يلقون فيها شعرهم بحضور شعراء ونقاد كبار ولهم تجربة يستفيد منها الشباب، وهذا الدور في ظني من أهم المناشط الملقاة على عواتق الأندية الأدبية لأن الشاعر الشاب يحتاج لمن يأخذ بيده ويوجهه من خلال النقد البناء والاحتكاك التفاعلي المثمر، وكان أدبي جازان قد استضاف الشاعر حسن طواشي قبل فترة قريبة في أمسية شعرية ضمن فعاليات الاحتفال بيوم الشعر العالمي مع شعراء وشاعرات مبدعين من جيله كانوا مثار الدهشة والإعجاب من قبل الحضور". وقدم الصلهبي التهنئة للطواشي وقال "ليس مستغربا عليه الفوز، ولا على مبدعي جازان الذين حقق أربعة منهم هذا اللقب، وعلى رأسهم الشاعر المعروف عيسى جرابا ومن الشباب أحمد القيسي وإياد حكمي، والآن الشاعر الشاب حسن طواشي، وهذا فخر لنا جميعا وفخر للوطن، حيث إن هؤلاء الشعراء يمثلون بإبداعهم الوطن في المقام الأول، ويعبرون بشكل أو بآخر عن النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة على كل المستويات".