في جنبات ساحات المسجد النبوي يحجز الجهني مكانه المعتاد لفرش سفرة إفطار الصائمين التي اعتاد عليها منذ 24 عاما، وتخلى طوال هذه المدة عن تناول إفطار رمضان على مائدة أسرته الرمضانية. ويسترجع العم الخمسيني أحمد مصلح الجهني بابتسامته الدائمة صور الإخاء والعطاء التي تشهدها سفر الحرم النبوي الرمضانية، وما يميزها من اجتماع مختلف الأجناس على مائدة واحدة، ومشاهدتهم وهم يؤثرون على أنفسهم ويتبادلون محتويات السفرة المختصرة، حتى طغت الحركة على سكون الموائد المعتاد. ويضيف "إن العمل في خدمة الصائمين في المسجد النبوي لشرف عظيم في خدمة الصائمين، وطلب الأجر من خلال إعداد الوجبات وتوزيعها عليهم أنساني مناسبات أقاربي الرمضانية، والجلوس بين أبنائي لمشاركتهم المائدة اليومية خلال الشهر الفضيل" وقال "الأعوام السابقة التي عملت بها جعلتني أكتسب الخبرة الكافية للتعامل مع مختلف الأجناس التي تأتي إلى المسجد النبوي، ولعل أبرز الأعمال التي نقوم بها والتي ترسم على وجوه الزائرين والصائمين الابتسامة، هي تقديم طعام الإفطار لهم كل يوم من خلال إفطار الصائمين في مشهد ننتظره كل عام".