انتهت الروائية اللبنانية غيداء طالب من كتابة روايتها الجديدة، التي سترى النور في مطلع 2016، فيما تتكتم عن عنوانها الذي سيكون مفاجأة مهمة للقارئ العربي على حد تعبيرها، كونها تجمع كما تقول في هذا اللقاء مع "الوطن" بين "الحب والإيقاع الاجتماعي اليومي والمآسي التي واجهها بعض الشباب أثناء الحرب اللبنانية"، أما عن سبب اتجاهها نحو الكتابة عن الحرب وبعض المشاكل الاجتماعية رغم تخصصها في الروايات الرومانسية فأقرت غيداء ب "ميل قُرّاء هذه الأيام للروايات ذات النبض الواقعي. لا تغريهم كثيرا الروايات الرومانسية. لقد فرضت بعض أحداث الحرب الأهلية اللبنانية نفسها عليّ أثناء كتابة الرواية، بعد أن تأثرت بمعلومات عرفتها عن أطفال تم بيعهم إلى جماعات في أوروبا، والأهل الذين يتخلون عن أبنائهم، يضاف إلى هذا كله أثر وجع الغربة على النفس الإنسانية". من هنا تؤكد غيداء على تفاعلها مع القصص الواقعية، وتفضل استقاء رواياتها من أحداث وشخوص واقعية، خصوصا التي تتعلق بالنساء وأحوالهن ومعاناتهن. وتتابعت: "أجزم بأنني أملك أدوات تعبير أدبية أفضل حينما أكتب عن حكايات حقيقية وأشخاص أعرفهم عن قرب، إلا أن هذا لا ينفي قدرة الكاتب على اختلاق مشاعر حقيقية، والكتابة عنها بصدق. هذه مهمته الأساسية بأن يكون الجسر الواصل بين الخيال والقارئ، كما أن الكتابة عن حكايات حقيقية ليست العنصر الوحيد لإنجاح أي عمل روائي، بل طريقة تقديم الأشخاص والأحداث إلى القارئ في قالب لافت". وترى غيداء أن الكتابة عن الحب والقصص الإنسانية هو هروب مشروع للكاتب من الكتابة عن الحروب والخوض في غمارها الشائكة. وقالت: "إذا نظرنا إلى الواقع الأدبي سنجد أن الكثير من الأدباء اتجهوا للكتابة عن القصص الإنسانية المرتبطة بالحروب، فيما اخترت الابتعاد عن السياسة، والكتابة عن عالمي الرومانسي الخاص. إنها مساحة أريد أن أنقل القارىء إليها، علني أستطيع أن أنسيه الأوجاع العربية التي يعيشها. ومن الجميل أن يأخذ بعض الكتاب القرّاء إلى عالم لم يعد موجودا وهي المساحة الرومانسية الافتراضية. وأنا من مؤيدي الكتابة عن الحروب والألم الإنساني والاجتماعي والسياسي العربي لكن بنبض رومانسي، لأن الحب هو الركيزة الأساسية لكل أنماط الكتابة الأدبية". وتضرب غيداء مثلا عن طريقتها بالكتابة قائلة: "تنحو معظم الأعمال النسائية إلى قضايا العنف ضد المرأة وظلمها وقهرها، فيما يقدم قلمي الرجل بصورة مثالية، مبتعدة عن القسوة والعنف، ربما لأنني أريد الخروج من بوتقة هذا الجنون المأساوي الذي نعيشه في كثير من عائلاتنا العربية". وتسرد غيداء دخولها إلى الأدب من خلال مجموعتها القصصية "نساء في مهب الحب"، التي تعدها بوحا داخليا لمجموعة من أفكارها الشخصية ترجمته لاحقا في كتاب، فتقول: "لم أخطط للكتابة، إلا أن استحسان القراء والنقاد لمجموعتي الأولى حمسني لخوض غمار رواية واضحة المعالم. وهذا لا ينفي أنني ما زلت أعد نفسي هاوية في عالم الكتابة، وبالتالي لا أضع في اعتباري مسائل تتعلق بتقنيات الكتابة، بل أترك العنان لأفكاري حتى تسكب نفسها على الورق. أركز على عنصر المفاجأة بغض النظر عن مسألة الحبكة الدرامية، وأرسم مجموعة من المشاهد، وكأنها جزء من سيناريو افتراضي تتوج نفسها في النهاية في كتاب". وتصنف غيداء نفسها ضمن الكاتبات المتخصصات في الكتابة الروائية الرومانسية، إلا أنها لا توافق على عقد مقارنة بين جيلها وأخريات سبقنها إلى هذا العالم مثل أحلام مستغانمي وهيفاء بيطار وغادة السمان. حيث تقول: "لا فرق في الكتابة عن الحب بين الأجيال، لأننا نكتب عن نفس رومانسي نقي بعيد عن الواقعية، إلا أن الفرق بين جيلي وجيل أحلام مستغانمي في الكتابة الرومانسية هو أن طريقة وشكل الحب قد اختلفا في أيامنا هذه، ما يترجم نفسه تلقائيا في النص الأدبي. وعموما أنا من المعجبات بروايات أحلام مستغانمي ونفسها الأدبي". لطالب مجموعة قصصية "نساء في مهب الريح" ورواية "كل عام وأنت حبي الضائع". وتنتظر خلال الشهور القليلة القادمة إصدار وليدها الثالث.