لم تمنع الاختلافات الدينية أكاديميين بريطانيين من التقدم بمبادرة محبة ودعم وتضامن مع طلابهم المبتعثين، حيث طلب ثلاثة مدرسين بريطانيين من طلابهم السعوديين أن يخوضوا تجربة صيام يوم من أيام شهر رمضان الكريم، بغرض التعرف أكثر على الثقافة الإسلامية. وأشار المدرسون من أكاديمية "سيلتك إنجليش" في بريطانيا إلى أن الفكرة نشأت عقب قراءتهم لكثير من المقالات والأخبار المرتبطة بصيام المسلمين، والتقاليد التي تسود خلال الشهر الكريم في البلدان الإسلامية، الأمر الذي شد انتباههم، فطلبوا من مبتعثين سعوديين مشاركتهم تجربة الصيام ليوم كامل، والإفطار سويا، مشيرين إلى أن الخوف من الفشل كان يساورهم مع التفكير بساعات الصيام الطويلة التي تصل إلى 19 ساعة، ولكنهم أكملوا التجربة، وهدفوا من خلال ذلك إلى زيادة وعيهم وثقافتهم بتقاليد الآخر، ومشاركة المجتمع بلمحة عن القيم النبيلة في الإسلام. وأشارت صحيفة "وايلز أون لاين" إلى أن الأكاديميين تأثروا بشكل كبير بطريقة الصيام الإسلامية، خصوصا التكافل بين المسلمين خلال 30 يوما يجتمع فيها الجميع في مكان واحد ووقت واحد، عقب صيام يوم طويل. وقال أحد المدرسين إن أحد المساجد في بريطانيا يقدم 400 وجبة للفقراء والمساكين والمشردين والصائمين، خلال كل يوم من أيام الشهر الفضيل، وهو أمر تسعى إليه كثير من المبادرات الإنسانية حول العالم. وذكر المدرسون أندرو بودجن وجون ليتسون وجينيفر جون أن الهدف الرئيس من خطوتهم تكمن في رغبتهم بنقل الجانب المشرق من الدين الإسلامي وأن يكونوا داعمين لطلابهم، الذين يصومون لساعات طويلة خلال الصباح، ويتابعون دراستهم وواجباتهم بكل نشاط. وأوضح أندرو أن شهر رمضان يحمل أهمية دينية كبرى، حيث يشكل مناسبة لجميع الطلاب المسلمين للاشتراك في الصلوات والصيام، مبديا أمله في أن يعزز الأمر التضامن بين الطلاب من جهة، والمجتمع المحلي بكل أطيافه الاجتماعية والدينية من جانب آخر، وهو ما يسهم في مد جسور التواصل بين الأديان. وأضاف: "كثير من الطلاب يبذلون جهودا مميزة للدراسة خلال شهر رمضان، ونحن متعاطفون معهم، ونقدم لهم الدعم، كما أننا نريد من العالم بأسره أن يتعرف على حضارة المسلمين، وليس هناك أي مخاوف منهم، فلهم حضارة وثقافة يجب أن نحترمها ونتضامن معها"، مشيرا إلى أن صيام 19 ساعة كان أمرا صعبا جدا بالنسبة له، لكنه وجد فيه قيما جميلة.وأوضح الأكاديميون أنهم بدأوا تجربة ممتعة بالصيام، بدأت من الثالثة صباحا ولغاية الساعة التاسعة والنصف مساء، حيث تشاركوا جميعا وجبات الإفطار برفقة المبتعثين، ولفتوا إلى أنهم اختاروا مسجدا في المدينة ليكون مقرا لإفطارهم للاستمتاع بتجربة الصيام، حيث قام طهاة ماهرون بتقديم وجبات الإفطار. وأكد المدرسون أنهم وجهوا الدعوة لعدد من زملائهم لتجربة الصيام، والتعرف على القيم الجميلة التي سيتمكن الصائم من الإحساس بها عقب التجربة، حيث تطوعوا بأن يكونوا هم صلة الوصل بين الراغبين في تجربة الصيام والطلاب المبتعثين.