بعد التفجيرات التي تبناها تنظيم داعش الإرهابي في الكويت وتونس وفرنسا يتضح جليا أن أيديولوجية داعش سياسية وليست دينية وأنه لم يتجرد من الإنسانية فحسب، بل بات سرطانا خبيثا يتفشى في جسد الأمة الإسلامية ويهدر دماء الأبرياء باسم الإسلام الذي تبرأ منه. لقد بات من الواضح أن هناك من يتخفى بلباس داعش محاولا إحداث الفوضى وإشعال الفتنة في مجتمعاتنا الخليجية والعربية، فبعد أن عجز داعش عن إذكاء الطائفية في السعودية تحول إلى الكويت ولكنه نسى أنها أيقونة اللحمة الوطنية، وأنه لن يجني سوى تعزيز التلاحم بيننا نحن السنة والشيعة. فما زال هذا التنظيم الإرهابي يفشل في إشعال الفتنة الطائفية ويبدو أنه يتجاهل النسيج الاجتماعي الخليجي الذي تجسده جميع المكونات باختلافها الأيديولوجي والعرقي تحت غطاء المواطنة الصادقة والحميمية. اليوم أثبت داعش أنه بعيد كل البعد عن ديننا الحنيف الذي أعطى بيوت الله حرمتها إلا أن هذا التنظيم الإرهابي انتهك تلك الحرمة ليحول مساجد الله إلى برك من الدماء، هذا الجرم الآثم يعيد أذهاننا إلى عام 1986 ومحاولة تفجير الحرم المكي، ما بين الأمس واليوم قصة بطلها واحد!