لم تجد عائلات المنطقة الشرقية بدا من اللجوء إلى دول الخليج لاستئجار عاملات منزليات خلال شهر رمضان، وذلك بعد تزايد أسعار التأجير محليا إلى نحو 5 آلاف ريال. ووصف مواطنون عمليات تأجير العاملات ب"السوق السوداء" نظرا للمبالغ التي يطلبها من يُدير تلك العمالة، سواء من مكاتب الاستقدام أو بعض الأسر التي امتهنت المتاجرة بالعمالة المنزلية، من دون وضع قيود أو شروط للحد من تلك المبالغات. وقفزت أسعار تأجير العاملة من 2500 ريال خلال الأعوام الماضية إلى نحو 5 آلاف ريال، فيما لا تتجاوز 1500 ريال في دول الخليج المجاورة. تسببت الأرقام الفلكية لأسعار العمالة المنزلية في شهر رمضان المبارك، في الكثير من الشكاوى من قبل الأسر في المنطقة الشرقية، حيث وصفوا ما يحدث حاليا من تأجير للعاملات على وجه التحديد بأنها سوق سوداء نظرا للمبالغ التي يطلبها من يُدير تلك العمالة، سواء من مكاتب الاستقدام أو بعض الأسر التي امتهنت المتاجرة بالعمالة المنزلية دون وضع قيود أو شروط للحد من تلك المبالغات، مما حدا بتلك الأسر إلى الذهاب إلى الدول الخليجية المجاورة مثل البحرينوالكويت وقطر، واستئجار عاملات منزليات بأسعار معقولة طوال شهر رمضان المبارك مقارنة بالأسعار المبالغ بها هنا بحسب وصفهم. "الوطن" بدورها تواصلت مع عدد من المواطنين، حيثُ ذكر سعد الحارثي بأنه قبل بداية كل شهر رمضان من كل عام يستقطب عاملة منزلية بغرض مساعدة الأسرة وقت الشهر الفضيل وكان كل عام يختلف عن العام الذي يسبقه من حيث السعر بفارق بسيط لا يتجاوز المئتي ريال حيثُ يتراوح أسعار الخادمات من 2000 إلى 2500 ولكن هذا العام للأسف الفارق تضاعف عشر مرات، حيث وصل ألفي ريال حتى وصل سعر الخادمة المنزلية إلى 5 آلاف ريال، وهو ما أوعز إلى عدم وجود رقابة على مكاتب الاستقدام أو الحد من ظاهرة السوق السوداء التي انتشرت في السنتين الأخيرتين. بدورها ذكرت نوال الغامدي بأنها تفاجأت بأسعار الخادمات قبل بداية شهر رمضان المبارك لأنها استأجرت قبل أربعة أشهر عاملة منزلية لمدة شهرين بمرتب شهري 2000 ريال، ولكن عندما أرادت الاستئجار خلال هذا الشهر تفاجأت بسعر مضاعف حيثُ وصل سعر الخادمة المنزلية إلى 6 آلاف ريال مما جعلها تذهب لدولة البحرين واستئجار خادمة منزلية بمرتب شهري 1500 ريال، وهو ما أكدته من جانبها سارة الحربي التي قالت إنه من الطبيعي ارتفاع أسعار العاملات المنزليات في رمضان نظرا لأن غالبيتهن أو جميعهن هاربات من كفلائهن، فهي تعمل وهي في خوف من إلقاء القبض عليها، وهذا هو السبب الرئيسي للارتفاع، خصوصا في شهر رمضان المبارك، علاوة على السوق السوداء التي تدار بالخفاء. أما العنود الزيلعي فقالت: "أردت الاستئجار قبل أسبوعين ولكن للأسف لم أستطع نظرا للمغالاة الكبيرة وغير المبررة فوصول السعر لأكثر من 4000 ريال واشتراط العمل في الطبخ فقط دون التنظيف جعلني أبحث عن خادمة بديلة من خارج المملكة وذهب زوجي لدولة الكويت واستأجر خادمة بمبلغ معقول نسبيا 2800 ريال" مقارنةً بالسعر داخل المملكة". من جانبه ذكر المحلل الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة ل"الوطن" أن الأسعار المبالغ فيها هذه الأيام للعاملات المنزلية تعود لتوقف الاستقدام من بعض الدول خصوصاً دولتي الفلبين وإندونيسيا وهو ما أدى إلى شُح في العمالة المنزلية وبالتالي ارتفاع سعرها خصوصاً في موسم رمضان يزداد الطلب والحاجة إلى العمالة المنزلية خصوصاً الشغالات وهذا أدى إلى وجود سوق سوداء تستغل حاجة المواطن حتى وصلت الأسعار إلى خمسة آلاف ريال وأكثر وذكر باعجاجة بأنه كذلك من الأسباب التي أدت إلى الارتفاع هو ارتفاع كُلفة الاستقدام من الخارج حيث وصل طلب الاستقدام في بعض المكاتب إلى 20 ألف ريال كذلك من الأسباب هو التأخر في وصول الخادمات المنزليات حيثُ وصلت مدة التأخير إلى ثمانية أشهر.