أكد الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس محمد السويكت أن بدء تشغيل قطار الحرمين الشريفين مع نهاية العام الحالي، معتبرا أن المشروع الذي تبلغ كلفته 63 مليار ريال مع احتساب نزع الملكيات، أحد المشاريع الأبرز التي اعتمدتها الدولة. وأضاف السويكت على هامش معرض مشاريع جدة المقام حاليا أنه سيتم استرجاع 90% من كلفة المشروع بعد 12 عاما من التشغيل، مقدرا إجمالي قيمة الاستثمارات الخاصة بتطوير شبكة الخطوط الحديدية في المملكة بحلول عام 2040 بنحو 365 مليار ريال. وشدد السويكت على أن الخطة الاستراتيجية للخطوط الحديدية حتى عام 2040 تعتمد على وضع رؤية مستقبلية واضحة ومتكاملة لما يجب أن تكون عليه شبكة الخطوط الحديدية في الفترة القادمة، والسبل الكفيلة بتطويرها وتحسين أدائها وتعزيز الدور المنوط بها في خدمة الاقتصاد الوطني، على أن يكون هناك إطار محدد لتحقيق التنمية مستقبلا وعلى المدى الطويل. وكشف السويكت أن قطار الحرمين الشريفين مشروع رائد من حيث توطين الصناعة والوظائف، لافتا إلى أن 75% من العاملين بالمشروع البالغ عددهم 3098 موظفا وعاملا في مختلف التخصصات هم من المواطنين السعوديين، مشيرا إلى أن بعضهم يتلقى حاليا تدريبا في أسبانيا خاصة المهندسين وسائقي القطارات. وقال السويكت إن مشروع قطار الحرمين الشريفين يعتبر فريدا من نوعه واستثنائيا، بالنظر إلى أنه أول قطار كهربائي سريع يعمل في بيئة منطقة الشرق الأوسط، مبينا أن هذا القطار سينعم بخيره - إلى جانب المواطنين والمقيمين - جموع المسلمين من الحجاج والمعتمرين والزوار. وأوضح أنه سيتم تسيير سبعة قطارات خلال ساعة واحدة من وإلى جدة، وقطارين بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة وأربعة قطارات بين مكةالمكرمة ورابغ، كاشفا أن القطار سيقوم بنقل 19600 راكب في الساعة الواحدة، فيما سينقل خلال 12 عاما أكثر من مليارين و200 مليون راكب. وأشار "السويكت" إلى أن القطار الذي يبلغ طول خطوطه 450 كيلومترا، ويسير بسرعة 300 كيلومتر في الساعة، سيحقق 90% من عائداته خلال 12 عاما، وأن المشروع يتكون من 35 قطارا وقطار واحد لكبار الشخصيات، مؤكدا على أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به القطاع الخاص في دعم أهداف مشروع القطار، مبينا في الوقت ذاته أن نسبة الإنجاز في محطة مكةالمكرمة التي تبلغ تكلفتها الكلية أكثر من ثلاثة مليارات، وصلت إلى 86%. وعدّ السويكت كل القطاعات ذات العلاقة شريكة في المشروع منذ بدايته، مشيرا إلى تنسيق متواصل في جميع المراحل حتى في رحلات القطار وتعدادها، مضيفا: "هناك تنسيق مباشر أيضا مع وزارة الحج في كثير من الأمور المتعلقة بالحجاج والمعتمرين، ونقلهم، مشيرا إلى أن الخطوط الحديدية وضعت في الاعتبار إدارة الحشود وحركة المسافرين في الدخول والخروج وأعدادهم، وسيتم التنسيق مع الجهات المختصة في عملية إدارة الحشود. وأبان السويكت أن كثيرا من المواد المستخدمة في المشروع مصنعة محليا، عدا الأجهزة التقنية يتم استيرادها من الخارج، مضيفا: "لا بد أن يكون هناك توازن بين خصوصية التقنية للقطار السريع ومتطلبات السوق، وأن كل ما يمكن إنتاجه محليا يتم استخدامه في المشروع من خلال مصانع قائمة في جدة والرياض وحائل".