أوصى ولي العهد الأمير محمد بن نايف سفراء خادم الحرمين الشريفين بالعمل على تطوير علاقات المملكة في الدول التي يعملون فيها، وتقديم الخدمات لأبناء الوطن في الخارج والعناية بشؤونهم، في حين أصدرت وزارة الخارجية أمس تحذيرا للمواطنين المسافرين إلى إيران باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، بعد الغموض الذي يكتنف جريمة فندق مدينة مشهد التي أدت قبل أيام عدة إلى مقتل أربعة أطفال سعوديين وإصابة 29 آخرين، داعية الحكومة الإيرانية إلى تحمل مسؤوليتها تجاه الإسراع في الكشف عن نتائج التحقيق بكل شفافية، وحماية الرعايا السعوديين. وقال القنصل السعودي في مدينة مشهد عبدالله الحمراني ل"الوطن" إنه تمت الاستعانة بمحامين ذوي خبرات في المجال الجنائي لتتبع الأسباب وتقصي الحقيقة، لافتا إلى أن ذوي المتوفين والمصابين غادروا إيران إلى المملكة أمس. وعد المتخصص في الشأن الإيراني عايد الشمري التحذير من السفر إلى إيران إجراء طبيعيا، مؤكدا أن العرب عموما يعانون التعامل السيئ في مطارات إيران بغض النظر عن المذهب أو الديانة. وأضاف الشمري "التراخي المتبع من طهران في التحقيقات الخاصة بحادثة الفندق يعكس حجم الاحتقان الإيراني ضد المملكة وكل ما هو عربي، خصوصا أن كره العرب ثقافة فارسية موجودة في كتبهم". دعت وزارة الخارجية المواطنين السعوديين المسافرين إلى إيران اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر حفاظا على أمنهم وسلامتهم وأسرهم من أي مكروه. وقالت الخارجية في بيان لها أمس "بالنظر إلى ما تعرض له عدد من المواطنين السعوديين من تسمم مؤسف في مدينة مشهد بإيران، وأدى إلى وفاة أربعة مواطنين وإصابة وتضرر 29 مواطنا ومواطنة جراء ذلك، حيث إن الموضوع لا يزال رهن التحقيق وعدم وضوح الظروف والملابسات الغامضة التي أحاطت به، فإن وزارة الخارجية تهيب بالمواطنين السعوديين المسافرين إلى إيران اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر حفاظا بمشيئة الله على أمنهم وسلامتهم وأسرهم من أي مكروه، وتدعو الحكومة الإيرانية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الإسراع في الكشف عن نتائج التحقيق بكل شفافية، مع تقديم الرعاية الطبية للمصابين، وتأمين الحماية المطلوبة للمواطنين السعوديين في إيران". على صعيد أخر، أبلغ رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر، الرئيس باراك أوباما أمس بأنه تابع باهتمام تقارير تقول إن المفاوضين ربما يقدمون قدرا كبيرا من التنازلات خلال المفاوضات النووية مع إيران في إشارة للنزاع الذي ينتظر الاتفاق النهائي للحصول على موافقة الكونجرس. وقال كوركر وهو نائب جمهوري في خطاب لأوباما بعد يوم من إبداء إسرائيل مخاوف جديدة بشأن المحادثات: من المثير أن نرى كيف تحولت مجموعة خمسة زائد واحد أثناء المفاوضات مع إيران عن أهدافك وبياناتك الأصلية. وكوركر هو الذي أعد وثيقة وقعها أوباما الشهر الماضي لتصير قانونا من شأنه السماح للكونجرس بمراجعة أي اتفاق نووي نهائي مع إيران خلال 30 يوما. وتضمن الخطاب أيضا عبارات تعد بين الأكثر تعبيرا عن القلق من الاتفاق في العلن. وإذا لم يحصل الاتفاق على موافقة أعضاء الكونجرس ثم نجا من حق الرفض الذي يتمتع به الرئيس المنتمي للحزب الديموقراطي فلن يكون بوسع أوباما رفع أغلب العقوبات الأميركية على إيران. وسيكون تخفيف هذه العقوبات مكونا أساسيا لأي اتفاق نووي. ومن ضمن ما قاله كوركر إن المفاوضين انتقلوا من السعي لاتفاق مدته 20 عاما إلى اتفاق مدته 10 سنوات سيسمح لإيران بتطوير برنامج متقدم للصواريخ الباليستية وإجراء أبحاث على أجهزة طرد مركزي متقدمة وتطويرها. وكتب كوركر: تابعت بقلق تقارير صدرت أخيرا مفادها أن فريقك ربما يدرس السماح بقدر أكبر من التراجع في الاتفاق. وأضاف: لا أحد غيرك وفريق التفاوض على علم بالحقيقة في هذه المزاعم، مشيرا إلى أنه يأمل ألا تكون المزاعم دقيقة.