قابل إصرار دول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية على المضي في الهدنة الإنسانية الماضية التي استمرت خمسة أيام، محاولات حثيثة للانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لإفشالها، بدءاً بعدم الالتزام بإطلاق النار في كل جبهات القتال، بالمناطق اليمنية، ومروراً باعتداءات سُجلت ضدهم واستهدفت الحدود السعودية، وانتهاءً بنهبهم للمساعدات الإغاثية المختلفة وحرمان اليمنيين منها. وفي حين يقدر اليمنيون مشاعر تلك الدول تجاههم، ومحاولتها التخفيف من وطأة المعاناة الجارية، يرون أن عودة العالقين من عدة دول كانت من أكبر الفوائد التي عادت إليهم من تلك الهدنة. التي سعت الميليشيات الانقلابية كثيرا إلى عرقلتها وإفشالها، إلا أنهم عجزوا عن منع عودة العالقين، بسبب خشيتهم من العقوبات التي قد يفرضها عليهم المجتمع الدولي. وتحدث عالقون يمنيون وصلوا إلى مطار صنعاء الدولي إلى "الوطن" عن معاناتهم التي عانوها خلال الفترة الماضية بعد وجودهم في مطارات العالم المختلفة، معبرين عن امتنانهم لقوات التحالف والحكومة اليمنية التي بادرت بإنقاذهم وإعادتهم إلى الوطن. وبلغ عدد إجمالي العائدين اليمنيين الذين علقوا في مطارات العالم، حسب إحصاء أخير قدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 9121 شخصاً تمت إعادتهم تحت إشراف المركز وبتنسيق مع خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية بوزارة الدفاع. وأوضح المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رأفت الصباغ أنه خلال الأيام الماضية تمت إعادة مجموعة من العالقين اليمينين في مصر وعددهم 299 شخصا، ومن الهند أعيد 120 شخصا فيما بلغ عدد العائدين من الأردن 179 شخصا بحيث يصبح إجمالي عدد العائدين من العالقين اليمنيين إلى بلادهم 9121 مواطنا يمنيا حتى الآن. وكانت الحكومة اليمنية أعلنت في وقت سابق عن إعادة ما نسبته 90% من المواطنين اليمنيين العالقين في مطارات دول مختلفة. وقال وزير النقل اليمني، الأسبوع الماضي، إن أكثر من 43 رحلة جوية تمت لنقل اليمنيين إلى الداخل. وشكا مسافرون عائدون من مطار العاصمة المصرية القاهرة من المضايقات التي تعرضوا لها من شركة الطيران اليمنية التي باتت تحت سلطة الانقلابيين الحوثيين، من خلال أخذها رسوم تذاكر رحلات العودة الجوية على الرغم من تكفل مركز الملك سلمان بذلك. وأفاد مصدر ملاحي في مطار صنعاء الدولي ل"الوطن" باستمرار وصول الرحلات الجوية التي تقل العائدين اليمنيين عقب مجيئها من مطار بيشة السعودي التي تحط فيها قبل أن تصل صنعاء. وأكد الصباغ حرص المركز على إعادة بقية العالقين تحفهم الرعاية حتى يصلوا إلى بلادهم سالمين، مشيراً إلى أن ذلك يأتي ضمن ما يقوم به المركز من أنشطة إنسانية تجاه الأشقاء في اليمن. ويعدّ اليمنيون الإنجاز الوحيد للهدنة التي خرقها الانقلابيون، هو عودة أبنائهم الذين شتتهم التمرد في مطارات العالم، وأن الفضل في ذلك هو لدول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.