واصلت طائرات التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن، لدعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، ضد المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، غاراتها أمس على مواقع التمرد في عدد من المدن، يأتي ذلك فيما واصل مقاتلو المقاومة الشعبية تقدمهم في عدد من المواقع، وحققوا انتصارات كبيرة على حساب المتمردين. ففي الحديدة، غرب اليمن، دمرت غارات لطائرات التحالف القاعدة البحرية بصورة كاملة، وقالت مصادر عسكرية يمنية إن قوات التحالف شنت 15 غارة جوية على القاعدة التي سيطر عليها الحوثيون في أكتوبر من العام الماضي. وأضافت أن القصف الذي شاركت فيه بوارج حربية دمر مختلف مباني القاعدة، بما فيها مقر القيادة والسيطرة، ومخازن الأسلحة، وناقلتان بحريتان عسكريتان، وسبعة زوارق بحرية. مشيرة إلى أن الهدف من هذا القصف هو إجهاض مخطط الحوثيين لاستقبال سفن إيرانية كان الحوثيون يرتبون بالتعاون مع طهران لرسوها في الميناء، بحيث تنقل إليهم أسلحة وذخائر. وأكدت المصادر مقتل 40 من مسلحي الحوثي وجرح آخرين في الغارات، مشيرة إلى أن قوات التحالف قصفت موقعين آخرين يسيطر عليهما الحوثيون في الحديدة. تدمير مواقع الميليشيات كما استهدفت غارة أخرى موقعا للإرهابيين في مديرية زبيد بمحافظة الحديدة. وأكد مصدر محلي أن الطائرات قصفت مدرسة اتخذتها ميليشيات الحوثي وصالح موقعا عسكريا في منطقة الفازة الساحلية التابعة لمديرية زبيد. وأكد المصدر سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم. وفي صنعاء، شنت قوات التحالف غارتين على مقر قوات الأمن الخاصة "الأمن المركزي"، وأشار شهود عيان إلى أن دوي الانفجارات الناجمة عن القصف سمع من مسافات بعيدة عن العاصمة، مع تصاعد أعمدة الدخان من المكان. كما شوهدت العشرات من سيارات الإسعاف تدخل إلي المعسكر. وقالت مصادر إن الانفجارات المستمرة التي تشهدها منطقة حدة حاليا ناجمة عن انفجار مخازن للأسلحة، الخاصة بوحدات مكافحة الإرهاب، ومخازن أخرى خاصة بقوات مكافحة الشغب، وأكدت أن الانفجارات ناجمة عن إصابة مخزن يحوي كميات كبيرة من الوقود، ما أدى إلى تصاعد الأدخنة السوداء من داخل المعسكر، بينما استمرت الانفجارات العنيفة بشكل أثار هلع السكان في المناطق المجاورة، خوفا من تطاير الذخائر والصواريخ كما حدث في فج عطان وجبل نقم. ومضت بالقول إن طائرات التحالف استهدفت معسكر قوات الأمن المركزي بالتزامن مع وجود مجندين حوثيين جدد، كانوا يستعدون لنقلهم إلى جبهة مأرب. مشيرة إلى أن العشرات منهم سقطوا ما بين قتيل وجريح. وأضاف الشهود أن طيران التحالف أعاد قصف معسكر النهدين، فيما قالت مصادر أخرى إن طيران التحالف استهدف مجددا منزل المخلوع صالح. أما على صعيد مدينة تعز التي يحاصرها المتمردون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، فشنت طائرات التحالف غارات على مواقع الانقلابيين، استهدفت تجمعاتهم في كل من معسكر الأمن المركزي، ومنطقة حوض الأشراف، ومنطقة الكمب، ومتنزه زايد، وجبل العروس. انتصارات للمقاومة وعلى صعيد المعارك التي تدور بين مقاتلي المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين المسنودين بفلول المخلوع صالح، فواصل الثوار في مدينة تعز صمودهم في وجه ميليشيات التمرد التي لم تجد ما ترد به سوى ارتكاب مجزرة جديدة، إذ قصفت حافلة تقل سكانا مدنيين في حي زيد الموشكي، ما أدى إلى مصرع خمسة أشخاص وإصابة آخرين بجروح. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن مواجهات عنيفة تدور في المدينة بين المقاومة الشعبية والحوثيين وقوات موالية لصالح. وأكدت أن اشتباكات عنيفة تدور في جبل الوعش، نهاية شارع الأربعين، مشيرة إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين جراء استمرار القصف العشوائي للحوثيين وقوات صالح على الأحياء السكنية. وكشفت المصادر أن مستشفيات المدينة تعج بضحايا القصف العشوائي، وأنه لا يوجد مكان آمن للسكان في المدينة، حيث قتل وجرح عدد من المدنيين جراء استمرار استهداف الأحياء السكنية في المدينة. وأضافت أن المقاومة تواصل استبسالها حيث تمنع الحوثيين الذين يحاصرونها من كل المداخل من التقدم إلى وسطها. وصدوا هجوما استهدف جبل جره الاستراتيجي، ودارت اشتباكات ألحقت فيها المقاومة هزائم بالانقلابيين. في السياق، طالب رئيس المجلس العسكري في تعز العميد صادق سرحان بسرعة دعم المقاومة الشعبية بالعتاد العسكري والأسلحة لأجل تحرير المدينة من الحوثيين. عشرات الأسرى وفي محافظة مأرب، سيطر مقاتلو المقاومة الشعبية بعد معارك عنيفة مع المتمردين على جبل مرثد الاستراتيجي الذي يطل على مواقع عدة للحوثيين، منها مركز مديرية صرواح الذي سيطر عليه الحوثيون مطلع الشهر الجاري وطرق جبهة المخدرة. وقالت مصادر مطلعة إن المقاومة تمكنت من قتل 13 من مسلحي ميليشيات الحوثي وجرح العشرات منهم في معارك عنيفة بصرواح. وأكدت المصادر أن المواجهات ما زالت مستمرة بين الطرفين وتستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والقصف المدفعي. والجبل موقع مهم سيطر عليه الحوثيون قبل فترة، ويطل على مديرية صرواح من الجهة الغربية. وتتعرض محافظة مأرب إلى هجوم متكرر من الميليشيات في محاولة مستميتة للسيطرة عليها باعتبارها موردا رئيسا لإنتاج وتصدير المشتقات النفطية. إلى ذلك، لقي 35 من مسلحي ميليشيات الحوثي مصرعهم وأصيب عشرات آخرون في مواجهات جرت مع مقاتلي القبائل في شبوة. وأضافت مصادر ميدانية أن الثوار شنوا هجوما مباغتا على مواقع المتمردين، إذ تمكنوا من إحراق ثلاثة أطقم عسكرية في مفرق الصعيد بمحافظة شبوة جنوب اليمن. أما في الضالع، فسيطر مقاتلو المقاومة الشعبية على موقع السوداء آخر معاقل الحوثيين في المدينة الواقعة جنوب اليمن، وأكدت مصادر أن المقاومة تمكنت من أسر أكثر من 30 حوثيا، وتدمير دبابات وعربات مدرعة لهم، وذلك بعد سيطرتها على مبنى نادي النصر في منطقة الجليلة شمال الضالع الذي كانت قوات الحوثي تتخذه موقعا للقنص، كما سيطرت على مدرسة الوبح. وكانت المقاومة سيطرت على كل معسكرات ومواقع قوات الحوثي وقوات صالح في الضالع وبينها معسكرات اللواء 33، واستولت على 20 دبابة وراجمات صواريخ ومدرعات ونحو 20 رشاشا مضادا للطائرات وأسلحة خفيفة متنوعة، بالإضافة إلى مخازن للقذائف والذخائر. وتعد محافظة الضالع البوابة الشمالية لمدينة عدن، ويؤثر فقدان الحوثيين للسيطرة على عاصمة المحافظة في التعزيزات والإمدادات التي يرسلونها إلى عدن.