استأنفت أمس طائرات التحالف الذي تقوده المملكة لدعم الشرعية في اليمن، ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وردع المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، غاراتها العنيفة في اليمن، مستهدفة مواقع الانقلابيين وأوقعت بهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، في مدن عدة ومواقع باليمن، بينها الحديدة وريمة ومطار عدن والضالع. ففي الحديدة لقي 42 من الضباط والجنود الموالين للمخلوع صالح صالح، مصرعهم، وأصيب نحو 80 آخرين في غارات على معسكر اللواء العاشر للحرس الجمهوري، في جبل الشريف شرق المدينة، وهرعت سيارات الإسعاف إلى المعسكر لنقل القتلى والجرحى للمستشفى العسكري في المدينة. وقال سكان مناطق قريبة من المعسكر إن الانفجارات تواصلت أكثر من ساعتين ووصلت شظايا الصواريخ والقذائف إلى مدينة باجل شرق مدينة الحديدة، ما دفع عشرات الأسر من أهالي المنطقة إلى النزوح. وفي محافظة ريمة المجاورة، واصلت طائرات التحالف قصفها العنيف لليوم الثاني على التوالي، مستهدفة مخازن أسلحة في منطقة الجعفرية، ما أدى إلى مقتل القيادي الميداني الحوثي، أحمد العرامي، وذلك بعد يوم من مقتل قياديين آخرين هما أبو بسام وحيدر النهاري. كما استهدف القصف الجوي معسكر "فيصل ريمة" في منطقة علوجة، الواقع بين محافظتي ريمة والحديدة، ويعد من أكبر مراكز تجمع الحوثيين بمحافظة الحديدة، وكذلك معسكر القرش. كما نفذ طيران التحالف غارات على تجمعات للإرهابيين في مطار عدن، وأظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت اندلاع حريق في مخزن أسلحة تابع للمتمردين في العريش قرب معسكر النصر بالمدينة. وأفاد شهود عيان بأن حوالي 23 من ميليشيات الحوثي وقوات صالح سقطوا بين قتيل وجريح في غارات جوية لقوات التحالف استهدفت مواقعهم في محافظة الضالع بجنوب اليمن. وأوضح شهود العيان أن غارات التحالف أدت إلى تدمير مخازن الأسلحة في معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة قعطبة وأن عشرات من الميليشيات الانقلابيين شوهدوا يفرون من المعسكر. وفي صنعاء شنت طائرات التحالف عدة غارات صباح أمس على المعسكر 62 حرس جمهوري شمال العاصمة. وقال شهود عيان إن القصف جاء بعد دخول موكب عسكري إلى اللواء في وقت باكر من صباح أمس. إلى ذلك، أشار شهود عيان إلى أن معسكر السواد بمنطقة حزيز جنوبصنعاء الذي قصفته طائرات التحالف أول من أمس، يعد من أهم مخازن الصواريخ بالنسبة للمتمردين، مشيرين إلى أن عشرات الصواريخ انفجرت نتيجة القصف، وتطايرت شظاياها في المناطق المجاورة، وأن القصف المتتالي أدى إلى تشكيل سحب وأعمدة من الدخان ارتفعت فوق سماء المنطقة. يذكر أن مقاتلات التحالف شنت غارات عدة على صنعاء وريمة وعمران وعدن والضالع استهدفت معسكرات عدة وتجمعات تابعة للحوثيين وصالح. كما قصفت القوات البرية السعودية بالقرب من نقطة أبو الرديف، بمحافظة الحرث مجموعة من المتمردين، بعد محاولتهم التسلل، حيث قُتل 12 متمردا جراء القصف. وقالت مصادر إعلامية إن الإرهابيين حاولوا التسلل إلى النقطة التي تتمركز فيها القوات البرية وقوات حرس الحدود، وبعد أن كشفتهم الكاميرات الحرارية التابعة لحرس الحدود قامت القوات بقصف الموقع. وتمكنت القوات السعودية من قتل الانقلابيين، فيما لم يصب أي من رجال الأمن بأي أذى، بحسب ما ذكره المصدر. وتشن القوات السعودية قصفا مدفعيا بالتزامن مع غارات التحالف العربي على معاقل ميليشيات الحوثي بصعدة، حيث دمرت عددا من مخازن الأسلحة والآليات العسكرية وكذلك منزل ومقار الجماعة. وعلى صعيد المعارك الدائرة على الأرض بين المقاومة الشعبية وقوات المتمردين الحوثيين المسنودين بفلول الرئيس المخلوع، صالح، في عدد من المدن والمحافظات اليمنية، تواصلت أمس الاشتباكات العنيفة بين الجانبين. ففي مدينة تعز، حققت المقاومة الشعبية تقدما كبيرا على حساب الانقلابيين، حيث تمكن الثوار من قتل وإصابة العشرات من المتمردين، إضافة إلى أسر 11 آخرين، ما دفع ميليشيات الحوثيين إلى شن حملة قصف عنيفة على مواقع المدنيين، وأشارت مصادر ميدانية إلى أنها أطلقت حوالي 300 قذيفة من الدبابات والمدفعية على مناطق سكنية تسيطر عليها المقاومة الشعبية، في محاولة لاقتحامها والاستيلاء عليها، إلا أنها فشلت في تحقيق أي تقدم. ولم تستطع الوصول إلى أي من المناطق التي يسيطر عليها الثوار في أحياء القاهرة، وشارع الستين، والمرور، وحوض الأشراف. وأضافت المصادر أن معاناة المدنيين بسبب القصف تفاقمت بشدة، لا سيما في ظل شح المواد الغذائية، وانعدام المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، ما تسبب في موجة نزوح كبيرة للأهالي. وقالت الناشطة الإعلامية حياة الذبحاني من تعز إن المدينة لم تتعرض لمثل هذا القصف العنيف من قبل. كما نصبت المقاومة كمينا للمتمردين في منطقة البرح غرب المدينة، ما أدى إلى مقتل 17 من قوات التمرد وإصابة خمسة آخرين. وكذلك دارت مواجهات عنيفة في محيط منطقة الزنوج، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المتمردين، وقالت مصادر إن اشتباكات الأمس كانت هي الأعنف في المدينة، وشملت دوار المرور وأحياء الجمهوري وحوض الأشراف وعصيفرة والزنوج وشارع 26 سبتمبر. ودفعت حدة القتال في المدينة الحكومة إلى القول إن تعز "تتعرض لحرب إبادة" من مليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح، وطالبت في بيان لها مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية. وفي محافظة أبين، يفرض رجال المقاومة الشعبية حصارا على مواقع ميليشيات التمرد في جبل يسوف التابع لمديرية لودر. وقالت مصادر محلية إن المقاومة الشعبية نفذت عدة هجمات على مواقع المتمردين، خلفت عشرات القتلى والجرحى. أما في محافظة شبوة، فقد لقي 22 عنصرا من ميليشيات الحوثي مصرعهم في محيط مدينة عتق مركز المحافظة. وقال مصدر إن المدينة شهدت معارك عنيفة، إذ تحاول المقاومة الشعبية المدعومة برجال القبائل استعادة المنطقة وأخذ زمام المبادرة، في ظل أنباء عن وصول تعزيزات جديدة للانقلابيين إلى عتق. وأفادت مصادر محلية بأن المقاومة كبدت فلول التمرد خسائر فادحة، مؤكدة دحرهم عن مواقع كانوا تقدموا إليها. وفي محافظة الحديدة غربا، قال مراسل الجزيرة إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في هجومين للمقاومة على نقاط عسكرية للتمرد، ثم استهدفت غارات للتحالف مواقع الحوثيين وقوات صالح في الحديدة وأبين. وعلى صعيد محافظة لحج جنوبا، أفاد مراسل الجزيرة بمقتل ثلاثة حوثيين وإصابة آخرين في كمين للمقاومة بالمسيمي، مشيرا إلى مواجهات عنيفة في محافظاتعدن والضالع وتعز المحيطة بلحج. وفي الضالع، تمكنت المقاومة الشعبية من إحكام قبضتها على المدينة، بعد أن سيطرت على مواقع حيوية فيها، منها اللواء 33 مدرع، وأشارت مصادر ميدانية إلى أن قتالا شرسا اندلع بين المقاومة الشعبية والمتمردين في المدينة، سقط خلاله العشرات من ميليشيات الحوثي وصالح، وفر من تبقى إلى مدينة قعطبة الحدودية.