أثبتت الضربات العسكرية لعملية "عاصفة الحزم" مع دخول يومها السادس، قدرتها الفائقة والدقيقة في تحديد أهدافها وضرب معاقل الميليشيات الحوثية وتدمير مواقعهم العسكرية والمطارات الواقعة تحت سيطرتهم والصواريخ ومنصاتها ومخازن الأسلحة والعربات والطائرات الحربية وإمداداتهم المختلفة وتجمعاتهم ومحاولة تحركهم وتسللهم للحدود السعودية، دون أن يتعرّض أيٌّ من الأحياء السكنية والمدنيين العزل من الشعب اليمني الشقيق في مختلف المناطق لأيِّ إصاباتٍ وخسائر بشرية تُذكر، رغم توالي وشدة هذه الضربات الجوية المُحكمة في تنفيذها من طيران قوات التحالف. ورغم المحاولات الإعلامية البدائية والمضحكة التي يستخدمها الحوثيون عبر وسائلهم الكاذبة، في محاولة تأجيج الرأي العام والشارع الشعبي اليمني وإيهامه باستهداف طائرات التحالف مواقع سكنية، وعرض صور بعض الأطفال الذين قضوا في حروب إحدى الدول المجاورة ونسبها لأطفال اليمن الآمنين، ومحاولة إيهام البعض رفض طيار مصري -استُشهد قبل عام - المشاركة في العاصفة، ثم مروراً بالسعي منهم لزراعة الفتنة بين الشعب اليمني الشقيق والدول المشاركة في عمليات "عاصفة الحزم"، إلا أن كل هذا أثبت فشله الذريع بعد أن فضحت بعض المواقع الإخبارية تلك الادعاءات الباطلة وبالأدلة القاطعة، من خلال انفرادها بالتقارير الإخبارية المواكبة للعمليات ومن قلب الحدث، وأنها لم تسجل خسائر وإصابات بين المدنيين في جميع المدن والمحافظات اليمنية منذ بدء قصف مواقع الحوثيين في 26 مارس.
وأثبتت الصور اليومية المتلفزة لمتظاهرين يمنيين في مدن ومحافظات عدة، مثل حضرموت وعدن وتعز والبيضاء، وهم يرفعون صور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، في أثناء تنفيذ عمليات عاصفة الحزم ودعمهم للشرعية باليمن، تأييدهم لهذه الضربات التي حققت نجاحها في إصابة أهدافها التابعة للأطراف الحوثية.
ويؤكّد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، في حديثه لإحدى القنوات الإخبارية قبل يومين، أن الضربات العسكرية لعاصفة الحزم، حقّقت أكثر من المتوقع، وأنه لا توجد إصابات بين المدنيين، كما يدّعي الحوثيون ، وأن الضربات مركزة وفي مناطق محدّدة ومنسقة ولا إصابات بين المدنيين.
وذكر المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري، في حديثه الصحفي، مساء أمس الإثنين، أن مراكز القيادة والمستودعات وقواعد الإمداد والتموين التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية كانت من ضمن المواقع التي استهدفتها العمليات الجوية، ولاسيما أن هذه الميليشيات تستهدف المواطنين، بحيث تستدرج العمليات لتكون داخل التجمّعات السكنية لإيقاع أكبر ضررٍ بالمواطنين، ومن ثم استخدام ذلك إعلامياً بشكلٍ غير مبرر.
وأكّد "عسيري"، أن وتيرة العمليات الجوية ستزداد بهدف منع الميليشيات الحوثية من التحرُّك والإضرار بالشعب اليمني، وأن قوات التحالف تعمل جاهدةً على تحديد الأهداف بدقة, وضمان خلوها من المدنيين قبل استهدافها.