فجعت محافظة شبوة برحيل محافظها أحمد باحاج، الذي عرف ببسالته ووقفته الشجاعة في وجه الانقلابيين الحوثيين والميليشيات التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، التي تحاول السيطرة بالقوة على مناطق اليمن، ومنها محافظة شبوة الجنوبية، وأثبت باحاج أنه أهل لهذه المسؤولية إلى الحد الذي ضحى بروحه التزاما بحمايتها. وانتشرت عبارات المديح والنعي، في وسائل الإعلام اليمنية ومواقع التواصل الاجتماعي، وعبّر مسؤولون حكوميون وكتاب وناشطون عن حزنهم وأسفهم لفقدان باحاج، أحد رجالات اليمن الأشاوس، الذين أسهموا بإيجابية في كل المناصب التي تولوها، وعملوا بإخلاص وصمت لخدمة الوطن والمواطن. وبعث الرئيس عبدربه منصور هادي، من مقر إقامته في الرياض، برقية عزاء ومواساة إلى أبناء وأقارب الشهيد، قال فيها "لقد ترجل الفارس الشجاع الذي كان له شرف الدفاع عن محافظته وبلده في وجه الميليشيات الانقلابية والعصابات الإجرامية، وليس هذا غريبا عليه فلقد كانت له أدوار نضالية مشرفة، ومواقف بطولية متميزة، وإسهامات كبيرة في خدمة وطنه وشعبه". واعتبر هادي استشهاد باحاج خسارة فادحة لشبوة وللوطن كله، باعتباره أحد رجالاته المخلصين ومسؤولية الصادقين ومناضليه الشرفاء. بدوره، عبّر وزير الكهرباء السابق وأحد أبرز المسؤولين اليمنيين، الدكتور صالح سميع، عن ألمه لنبأ رحيل باحاج، وقال "كان قائدا وكان يصول ويجول في معارك الشرف، ضد أداة القتل الفارسية عبر المجاميع الحوثية". وأضاف: "رحمك الله أخي أحمد، كنت رجلا ملء السمع والبصر، وكنت شريفا نزيها، وحدويا ربانيا، فتركت فراغا كبيرا في هذا الظرف الوطني العصيب، ولكن ذلك هو قدر الله الذي لا نملك أمامه سوى قول المولى عز وجل: إنا لله وإنا إليه راجعون". ووصف الصحفي اليمني سفيان جبران، الشهيد باحاج بأنه أصدق من عرفهم وتعامل معهم. من جانبه، قال الصحفي اليمني محمد الجرادي: "عملت في شبوة لمدة عامين، وأعرف المحافظ باحاج شخصيا، قبل أن يكون محافظا، هو شخص محبوب للجميع وهو الأقرب لهم، شخص جلس على كرسي المحافظ ولم يتجاوز 45 عاما، وأستطيع القول إن البلاد خسرت واحدا من أنبل الرجال، وأشجع القادة الوطنيين المتفانين بخدمة بلدهم، هذا الرجل قاتل ضد القاعدة، وقاتل ضد الحوثيين، دفاعا عن محافظته، رحمة الله عليك يا أحمد". وأورد عدد من أصدقائه ومن ربطتهم به علاقات مختلفة، بعضا من مآثر الشهيد باحاج، وكلها تنبئ عن سيرة عطرة لقيادي نبيل، فيما انتشرت صوره وهو يحمل السلاح، ويتقدم ببسالة صفوف المقاومة الشعبية ضد الانقلابيين، وصور أخرى يؤم المقاتلين في صلاتهم، وليس أدل على هذا من أنه كان إماما في المحراب وقائدا في الحرب.