استشهد محافظ محافظة شبوة اليمنية، أحمد باحاج، في ساعة متأخرة ليلة أول من أمس، في مواجهات ضد ميليشيات جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على مشارف مدينة عتق عاصمة المحافظة، حيث كان يقود جبهة القتال هناك بنفسه منذ أكثر من أسبوعين. وقالت مصادر مطلعة وسط المقاومة إن المتمردين استهدفوا بالقذائف مقر قيادة الجبهة التي يقودها باحاج، وإن الرجل أراد تغيير موقعه، فاستقل سيارته مع مرافقيه ليتجه إلى مكان آخر، إلا أن قذيفة أخرى سقطت بجوار السيارة، ما أدى إلى انقلاب السيارة ومقتل باحاج واثنين من مرافقيه. وكان باحاج يقود المواجهات مع المقاومة الشعبية ورجال القبائل قرب مدينة عتق منذ أكثر من أسبوعين، في محاولة لاسترداد المدينة التي أسقطها الحوثيون في التاسع من أبريل الماضي، من دون قتال بعد تواطؤ من قبل قائد محور عتق، عوض محمد فريد. وجاءت سيطرة الحوثيين على المدينة بعد اشتباكات مع المقاومة الشعبية في مناطق عدة بشبوة أسفرت عن مقتل العشرات من الطرفين. وبعد سقوط عتق عقد باحاج لقاءات مع قيادات المقاومة ومشايخ ورجال القبائل في مديريات المحافظة، وأشرف على عدد من الجبهات، قبل أن يفتح جبهة قرب عتق في معسكر الخفعة على جبل آل باحاج، قاد خلالها المواجهات حتى استشهاده كأول محافظ يمني يقتل وهو يقود إحدى جبهات القتال ضد ميليشيات الحوثي وقوات صالح. وكان باحاج وهو أحد قيادات ثورة الشباب عُين محافظا لشبوة بقرار جمهوري يوم 11 سبتمبر 2012، بعد أن كان وكيلا للمحافظة منذ عام 1995. ويعد باحاج أحد أبرز معارضي جماعة الحوثي، حيث أعلن عقب استيلائهم على صنعاء رفضه تنفيذ أي أوامر من صنعاء، مؤكدا دعمه للرئيس هادي والمطالبة بإنهاء الإقامة الجبرية التي فرضها الحوثيون عليه، كما أعلن عن التنسيق مع محافظي المحافظات الجنوبية للخروج بقرار موحد يدين الحوثيين وكل الممارسات التي تتخذها الجماعة بحق القيادات اليمنية. كما كان له دور بارز في إطلاق مدير مكتب رئيس الجمهورية أحمد عوض بن مبارك الذي اختطفه الحوثيون في يناير الماضي، حيث أمر بإيقاف تصدير النفط والغاز من محافظة شبوة، بعد اختطاف ابن مبارك الذي تنحدر أصوله من المحافظة نفسها كتهديد للحوثيين، الأمر الذي أجبرهم على إطلاق الرجل. إلى ذلك، أشار مسؤول في المقاومة الشعبية إلى أن جبهات القتال شهدت بالأمس معارك عنيفة بين المقاومة وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، استمرت لساعات طويلة، حيث نفدت الأسلحة على المقاومة، فاضطرت للانسحاب لترتيب صفوفها من جديد. وأفاد المصدر بأن سيارة باحاج انقلبت عندما كان يقودها برفقة اثنين من مرافقيه، وتوفي جميع من كان في السيارة نتيجة للانقلاب.