شدد الممثل المغربي عبدالحق الزروالي على أن المسرحيين العرب يعولون على السعوديين، ليكون لها دور في النهوض بالحركة المسرحية على المستويين المحلي والعربي، وذلك لما يمتلكه السعوديون من إمكانيات جيدة، على المستوى المادي والثقافي والفكري، ما يمكن معه وبمزيد من بذل الجهود، إيجاد صيغة توثيقية، ليكون هناك مسرح يليق بالمجتمع السعودي وقيمه وعاداته وتقاليده وقوانينه. وأشار الزروالي في حديث ل"الوطن" إلى أن هناك إمكانيات سعودية يمكنها تخطي كل المعوقات إذا ما توفرت النية الحسنة والإرادة من الطرفين "المنظمين والممارسين" على السواء، بما يعد بنهوض مسرحي سعودي يمكن تعميمه ويمكن أن يسهم في نهضة المسرح العربي. ويعرف الزروالي الذي يمتلك تجربة مسرحية طويلة نفسه بنوع من المشاغبة والتحدي، مشيراً إلى أنه ذكي في جلب الجمهور للمسرح المونودرامي، وأنه محبوب فلم يخيب ظن المسرح، ولم يخيب المسرح ظنه. والزروالي، مؤلف ومخرج وممثل مسرحي يكتب الشعر، وحصل على أعلى وسام بدرجة قائد من صاحب الجلالة ملك المغرب، كما كرمته جامعات المغرب وجميع مدنها، وهو يقول "خدمت المونودراما بالصحافة المكتوبة عبر الدراسات، وبالصحافة المسموعة من خلال البرامج الإذاعية، وقد طبعت 12 نصا مسرحيا، ورواية، وكثيرا من الدراسات والبحوث". وعن تجربته المسرحية، قال "كانت لي تجارب عدة في الستينيات بدءا من مسرحية ماجدولين عن رواية المنفلوطي عام 1967، وكنت في الخامسة عشرة من عمري، تلتها مسرحية الوجه والمرآة بنفس العام، ومنها بدأت فكرة مهرجان المسرح الفردي بنفس العام من خلال مسرحيات مونودرامية عدة، ونظمت الدورة الثانية من المهرجان عام 1983 في مدينة فاس، وبلغ مجموع مسرحياتي 33 مسرحية مونودراما (تأليف وإخراج وتمثيل)، بواقع 50 عرضا كمعدل عام لكل مسرحية، وبحضور الآلاف من المشاهدين في المغرب، ليبيا، تونس، الجزائر، السودان، سورية، العراق، إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، القدس، وحزت على جوائز في الإخراج والتأليف والتمثيل والسينوجرافيا". ويرى الزروالي أن التجربة المسرحية في المغرب تحظى بالاهتمام لقربها من التجارب العالمية في الغرب، فهي متنوعة وخصبة، وغنية بالكتّاب والمصممين، وقد استلهمت التراث واستحضرت التاريخ واشتغلت على المكونات التعبيرية، مقدمة تجارب قوية لاقت صدى كبيرا في نصف القرن الماضي، مؤكدا أن المغرب عرين كبير في المسرح، يشكل قيمة كبيرة وفرجة حقيقية تقبلها الجمهور، صاحبتها حركة نقدية فاعلة كممارسة، منوها إلى أنه مع طغيان وسائل التقنية الحديثة والقنوات الفضائية وظهور أفواج من خريجي المعاهد التي يحترم توجهاتها وذوقها بات هناك نوع من التفكك بين الوفاء في الهوية والانبهار بالآخر، إلى أن وصل الأمر حد الاستنساخ، مضيفا أن "انصراف الجمهور إلى الفضائيات واهتمامه بالوسائل التقنية الحديثة وكرة القدم، أوقع المسرح ببعض التفكك وفقدان كثير من القوة واهتمام المتلقي، ومع هذا ما زال هناك مهرجانات وقاعات تبنى وهي التي تضيف أيضا لتطوير الممارسة المسرحية".