بدأت قبائل يمنية في تشكيل جبهة جديدة تقف ضد المشروع الانقلابي في اليمن، وإلى جانب القبائل التي تقف في وجه الانقلابيين بجبهات القتال المشتعلة في مناطق يمنية مختلفة، أعلنت قبائل يمنية أخرى أول من أمس وقوفها مع الشرعية، واستعدادها لمواجهة قوى الانقلاب، وهو ما يضع تلك القوى في موقف صعب، إذ يجعلها القرار هدفا عسكريا في كل مكان توجد فيه. وأقر اجتماع لمشايخ وعقال ووجهاء قبيلة عنس، إحدى أكبر قبائل محافظة ذمار، إعطاء ميليشيات الحوثي والمخلوع فرصة أخيرة لمغادرة جميع مديريات المحافظة، والتخلي عن المهمات التي تولتها نيابة عن الدولة، وتوعدتهم بموقف حازم إذا لم يقبلوا ذلك، حسب البيان الصادر عن الاجتماع الذي عقد في منطقة "قاع سامة" بمدينة ذمار. وقال الشيخ عبدالعزيز اليعري، أحد كبار مشايخ قبيلة عنس، في تصريح إلى "الوطن": "اجتماع مشايخ قبيلة عنس، بمخاليفها الستة، ووجهائها، جاء لاتخاذ موقف حول التصرفات الغوغائية التي تمارسها جماعة الحوثي ضد المواطنين، في وقت لا تمتلك أي شرعية أو نهج سياسي، بل هي عبارة عن جماعة معتدية سخرت كل ممتلكات الدولة لمصلحتها، ونهبت سلاح الجيش والأمن، واستخدمته للهيمنة والجبروت وإسكات الأصوات". ووصف اليعري ممارسات الحوثيين بأنها "همجية"، وقال إنهم قطعوا عن المواطنين كل وسائل الحياة، من مشتقات نفطية وغيرها، واحتكروها عليهم فقط، كما يقتحمون المنازل، ولا يضعون أي اعتبار لحرمتها، ويختطفون الناشطين، دون أي مبرر، ويمارسون انتهاكات لم يألفها أبناء الشعب اليمني، بحسب قوله. واستدرك قائلا "إذا لم يستجيبوا لدعوتنا لهم بمغادرة المحافظة فإننا لن نذعن لهم، ولن نفرط في الشرعية والنظام والقانون، وثورة 26 سبتمبر المجيدة التي ضحى اليمنيون من أجلها، والوحدة اليمنية، ولن نترك هذه المكاسب الوطنية كلها لجماعة غوغائية لا تحترم الرأي والرأي الآخر". وأشاد الشيخ اليعري بدور المملكة العربية السعودية، وقال إن ما قامت به هو واجب ديني وعربي، توجبه روابط الأخوة التي تربطنا معها، بعد أن رأت اليمن يتعرض للضياع من قبل جماعة لا تحترم النظام والقانون، وقامت بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز بهذا العمل الذي لن ينساه أبناء الشعب اليمني، وسيبقى هذا الموقف الطيب محل تقديرهم واحترامهم. وفي سياق الموقف الرافض للانقلاب، توافدت قبائل يافع اليمنية إلى مدينة زنجبار بمحافظة أبين لمساندة رجال المقاومة الشعبية، والوقوف في وجه الميليشيات الانقلابية وفي مقدمتها معسكر اللواء 15 المتمرد على الشرعية. وكان في استقبال وفد قبيلة يافع الشيخ علي خضر ناصر مجمل اليافعي، بحسب مصدر في المقاومة. وتحدث أحد مشايخ القبيلة الذين وفدوا لمساندة المقاومة الشعبية، الشيخ يسلم الشروب قائلا: "جئنا إلى مدينة زنجبار لغرض حماية المنطقة، وشيدنا جسرا دفاعيا للمدينة، حتى لا تستطيع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح التسلل للمدينة، كما قطعنا عنهم كل خطوط الإمداد. وفي مديرية عتمة بمحافظة ذمار أيضا، قالت مصادر محلية إلى "الوطن" إن اجتماعا موسعا لمشايخ المديرية أكد ضرورة الوقوف صفا واحدا في وجه ممارسات الميليشيات للعنف. كما أكد المجتمعون على ضرورة إنهاء حالة العنف التي تسبب بها الانقلابيون، والعمل على إعادة الشرعية واستعادة الدولة ومؤسساتها المنهوبة. ويعدّ تشكل هذه الجبهة وتوحّد موقفها الرافض للانقلاب تطورا جديدا سيغير من موازين المعادلة لمصلحة الشرعية على اعتبار أن القبيلة هي المكون الرئيس والأقوى في المجتمع اليمني.