يواصل الانقلابيون الحوثيون انتهاكاتهم وقمعهم الحريات الإعلامية في اليمن، منذ بدء انقلابهم على السلطة، واستكمال سيطرتهم على مفاصل الدولة. وتنوعت جرائم الميليشيات الانقلابية بحق الإعلاميين ووسائل الإعلام، لتتمثل في أبشع صورها القتل، وأدناها التوقيف والحجب والاختطاف. ومن أحدث صور التجاوز الحوثي في هذا المجال اختطافهم الصحفي اليمني حمدان الرحبي واقتياده إلى جهة مجهولة. وقال أقارب الرحبي ل"الوطن" إن مسلحين حوثيين اختطفوا حمدان من منزله في حي المدينة السكنية. وكان الرحبي تحدث إلى "الوطن"، قبل يومين فقط من اختطافه، عن حملة تحريض يقودها ضده صحفيون يتبعون للمتمردين، واتهامات يروجونها لدى ميليشياتهم، تتضمن وقوفه وراء نشر أخبار مناوئة لقوى الانقلاب، دفعت قوات التحالف إلى قصف مواقع عسكرية، على حد زعمهم. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل امتد إلى أن يبادر الحوثيون بتقديم شكوى ضد الرحبي إلى وزارة الداخلية الخاضعة لسيطرتهم التي أصدرت ضده أمر تكليف بالحضور لأحد أقسام الشرطة في أمانة العاصمة صنعاء، للنظر في الشكوى المقدمة ضده. ودان صحفيون وناشطون تصرف الانقلابيين بحق الرحبي، وعّدوه انتهاكا صارخا لحرية التعبير، كما أنه استخدام سيئ لمؤسسات الدولة الرسمية التي سيطروا عليها في تصفية الحسابات ضد مناهضيهم. ويقول أحد أقارب الرحبي ل"الوطن": "الأدهى من ذلك أن حمدان في إجازة منذ 45 يوما، والوشاية التي روج لها زميل موال للحوثيين، هي مجرد كذبة أصلا، فهو في إجازة ولم يكتب أو يرسل أي مادة إعلامية". وحجبت سلطات الانقلاب في اليمن أكثر من 30 موقعا إخباريا وصحيفة يومية، كما يحتلون أربع قنوات تلفزيونية، إضافة إلى سيطرتهم على وسائل الإعلام اليمنية الرسمية التي تشمل قنوات "اليمن، وسبأ، والإيمان، وعدن"، ووكالة "سبأ" الرسمية ومؤسسات "الثورة، والجمهورية، و26 سبتمبر". إلى ذلك، يمضي الصحفي اليمني العامل في السكرتارية الإعلامية للسفارة السعودية في اليمن الزميل جلال الشرعبي أسبوعه الرابع في سجون الحوثي، بعد أن هاجمت عناصر يُعتقد أنها من جهاز الأمن القومي، الموالي للمخلوع، سيارته وأطلقوا عليه النار، ما أدى إلى إصابة سائقه، ثم اقتادوه إلى مكان لم تعرفه حتى أسرته. وتجاوزت انتهاكات الانقلابيين ضد الصحفيين الملاحقات والتهديدات التي تطالهم بشكل شبه يومي، لتصل إلى مرحلة الاستهداف بالقتل وإطلاق الرصاص عليهم عمدا، وقال بيان أصدره الاتحاد الدولي للصحفيين إن صحفيي اليمن يعيشون أوضاعا صعبة وأخطارا تهدد حياتهم. كما أصدرت نقابة الصحفيين اليمنيين بيانات عدة تندد بحوادث استهداف الميليشيات المسلحة للإعلاميين، وقالت إن الحريات الإعلامية لم يسبق لها أن تعرضت لقمع مثل المرحلة الحالية، ووصل الحد إلى تردد بعض أعضاء النقابة من الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام، تخوفا من يتم استهدافه عقب نشر التصريح.